1- لماذا ينتقد المسيحيون العنف في القرآن، في حين أن الكتاب المقدس ملئ بالعنف أيضا ؟
.1 يذآر العهد القديم بعض أعمال العنف التي ارتكبها الإنسان ضد أخيه الإنسان أو الملوك
ضد الملوك الآخرين. ولكن آان هذا ضد إرادة االله وبالإضافة إلى أن االله قد عاقب المعتدي.
.2 هناك نوع آخر من العنف في العهد القديم وآان بمثابة عقاب من االله ضد الأمم الشريرة.
هذه الشعوب قررت عصيان االله، وغواية شعب االله لارتكاب الإثم ليفسدوا الأرض و
ينجسوها.والسبب في أن االله أراد أن يتخلص منهم هو لأجل احتواء الشر حتى لا يتلوث
المجتمع وإيقاف الشر من الانتشار في نسلهم. أحيانا آان االله يتعامل مباشرة مع الشر آما آان
الحال في الطوفان في أيام نوح وحرق سدوم وعامورة. وفي بعض حالات أخرى آان االله يأمر
شعبه أن يتخلصوا من الشعوب الشريرة. والجدير بالذآر أن حكم االله جاء بعد فترة أربعمائة
عام من الانتظار (تكوين 15). وفي خلال هذا الوقت أعطاهم االله الفرصة تلو الأخرى حتى
يتوبوا ولكنهم فضلوا أن يستمروا في شرهم حتى امتلأ آأس شرورهم.
.3 ومن ناحية أخرى ،يأتي العهد الجديد بمفهوم جديد يبني على النعمة. لقد آانت تعاليم
المسيح مبنية على أساس التسامح. ومثالا على ذلك عندما أحضر اليهود له المرأة الخاطئة
طالبين بأنها يجب أن ترجم ولكن يسوع أعطى المرأة فرصة ثانية قائلا لمتهميها "من منكم
بلا خطية فليرمها بحجر أولا"( يوحنا :8 7) .وقد علمنا السيد المسيح أن لا نقاوم الشر بل
ندير الخد الآخر ( متى 5 : 39). وفي موقف آخر انتهر يسوع بطرس عندما استخدم السيف
(متى 26: 52).
أيضا عندما طلب تلاميذ المسيح يوحنا ويعقوب أن ينزل نارا من السماء حتى تهلك القرية
التي لم تستقبله، فألتفت إليهم يسوع و انتهرهما قائلا"لستما تعلمان من أي روح أنتما لان
ابن الإنسان لم يأت ليهلك انفس الناس بل ليخلص" ( لوقا 9 : 55 ، 56).
.4 فإذا حدث أن جاء أي رسول بعد السيد المسيح يطلب استخدام السيف فيبدو هذا بمثابة
نكسة وتراجع وليس تقدما.
2- وماذا عن العنف الذي يرتكب باسم المسيحية،مثل الحروب الصليبية والحروب في البلقان
الخ؟
.1 على الرغم من أن هذا العنف قد تم تحت اسم المسيحية، إلا أن المسيحية لا توافق عليه.
ولأن احتلال الصليبيين للقدس لم يكن من االله، لذلك انتهى بالهزيمة ، فهذه الأرض ليست لهم.
المسيحية ديانة روحية مسالمة لا تشجع على احتلال الأراضي ولا على السيادة السياسية على
أي شعب.
.2 هذا بالإضافة إلى أن أي شخص إذا ادعى أنه مسيحي ثم ارتكب أعمال وحشية فإنه ليس
بمسيحي.إن ثمار أي شجرة تعلن عن نوعها. إن ثمار الروح المسيحية هي " محبة، فرح،
سلام، طول أناة،لطف، صلاح، إيمان،وداعة،تعفف" (غلاطيه5 22 : 23،).
.3 آانت حرب البلقان هي حرب عرقية وليست دينية،لأنها قامت بين مجموعات عرقية حدث
أنها تنتمي إلى المسيحية والإسلام.إنه صراع قديم وآل من الطرفين قد ارتكبوا أعمال وحشية
ضد الآخر على مر عصور التاريخ. أن المسيحية لا تعترف بالأعمال الوحشية التي ارتكبت
بمن يدعون أنفسهم انهم مسيحيين. وقد شجب المسيحيون في مختلف أنحاء العالم العنف ضد
المسلمين . آما أن غالبية الدول المسيحية لعبت دوراً فعالاً في وقف العنف وحماية المسلمين.
.4 وعلى العكس من ذلك فإن حكومة السودان تشن حرب إبادة ضد المسيحيين في جنوب
السودان . هناك أآثر من 2 مليون قد قتلوا،والآلاف النساء والأطفال بيعوا آعبيد. وعلى الرغم
من هذا لم نر دولة إسلامية تقدمت لمساعدة هؤلاء الضحايا.
3- إذا آان تعدد الزوجات محرم، إذن لماذا نرى أن هذا يمارس في الكتاب المقدس؟
.1 إن تعدد الزوجات يعتبر شيئاً ضد الطبيعة البشرية. لا توجد امرأة سواء آانت مسيحية ،
مسلمة أو يهودية أو حتى ملحدة تسعد برؤية زوجها في أحضان امرأة أخرى.عندما خلق االله
آدم ، خلق له حواء واحدة وليس أربعة .
2 . في العهد القديم لم يدع االله إلى تعدد الزوجات ، آان هو اختيار بشري والذي به فسد
الإنسان. لقد أفسدت زوجات سليمان حياته وانتهى به الأمر إلى انه عصى إله إسرائيل وقام
بعبادة الأوثان.
3. أما في العهد الجديد فقد أوضح المسيح شريعة المرأة الواحدة لرجل واحد. قال السيد
المسيح "ولكن من بدء الخليقة ذآراً وأنثى خلقهما االله. من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه
ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا إذا ليس بعد اثنين بل جسد واحد " (مرقس
-8( 10:6
4- إذا آان الإسلام ليس من االله لماذا هو اآثر الأديان انتشارا في العالم؟
1. أولا علينا أن نفترض أن الإسلام هو اآثر الأديان انتشارا.لأنه ليس هناك أي دليل علمي
لإثبات وجهة النظر هذه. فمن المحتمل مثلاً أن يكون الإلحاد هو الأآثر الممارسات شيوعا في
العالم.
.2 أن انتشار الإسلام في السنوات الأخيرة قد تزامن مع اآتشاف البترول في الدول
الإسلامية.فقد استخدمت ملايين الدولارات من عائد البترول في نشر الإسلام.واستخدمت هذه
الأموال في بناء الجوامع، وطباعة الكتب والمنشورات وشراء البرامج التلفزيونية والإذاعية.
بالإضافة إلى أن هذه الأموال قد استخدمت للمساعدات المادية لكل من يقبل الإسلام أو يساند
المجموعات الإسلامية المتطرفة الذين يشنون حرب الجهاد ضد من يسمونهم آفار.
.3 إن آثرة عدد الذين يتبعون الإسلام ليس بمؤشر على مصداقية الديانة. وعلى سبيل المثال
الحرآات التي تنتمي إلى لذة الجسد هي عادة الاآثر شيوعاً من التي تنتمي للروح. على سبيل
المثال ، إن أي حفلة تشاهد فيها رقص شرقي خليع سيكون عليها إقبال أآثر من اجتماع
للصلاة.
.4 لم تدعى المسيحية يوماً أنها ديانة الجماهير ، ولكنها آانت دائما للأقلية من الجادين في
البحث عن الحقيقة. قال يسوع " لأنه واسع هو الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك
وآثيرون هم الذين يدخلون منه"(متى 7 13 : ، 14 .) لاحظ هنا أن الطريق المؤدى إلى الهلاك
متوفر للكثيرين للسير فيه. وعلى النقيض أن الطريق الضيق لا يمكن أن تجده بسهولة ولابد
أن يقرر الشخص البحث حتى يجده. إن الناس ينتفعون من الطريق الواسع في حين أن
الطريق الضيق يضحي الناس من اجل الوصول إليه.
5- إذا آانت المسيحية عظيمة بهذا المقدار هكذا فلماذا نسمع عن ارتفاع نسبة الطلاق عند
المسيحيين، وعن الإدمان في المخدرات وعن آهنة يغتصبون الأطفال،وزواج الأشخاص ذوي
الشذوذ الجنسي بالكنيسة؟
.1 إن المسيحية لا تسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا( متى 19: .)3-9 أما الإدمان فىالمخدرات أو
أي نوع من التدمير للجسد فهو محرم تماماً في المسيحية ( 1 6 آورونثوس : ،19 02).
آما إن المسيحية تدين اغتصاب الأطفال ( 1 7 آورونثوس : 18). أما الشذوذ الجنسي فهو
محرم في المسيحية ( روميه 1 26 : ، 27)، وتعتبر في الإنجيل جريمة بشعة. وبسبب الشذوذ
حرق االله سادوم وعاموره ( تكوين 19:25).
.2 وانه من الواضح أن الذين يرتكبون الخطية، وحتى إذا آان يطلق عليهم أسم مسيحيين"
لكنهم ليسوا حقيقة آذلك، لانهم لا يتبعون تعاليم المسيحية. إن الكتاب مقدس لأي ديانة هو
القاعدة الأساسية للحكم عليه، وليس المخالفون . لتعاليمه
.3 نفس هذا المبدأ ينطبق على الإسلام. لا نستطيع الحكم على الإسلام من أخلاق المسلمين
ولكن من تعاليم القرآن والأحاديث.
6- آيف يعبد المسيحيين ثلاث ألهة؟ وهل من المعقول أن االله يلد له إبناً؟
1 . لا تعترف المسيحية بان هناك ثلاث آلهة ، ولكن اله واحد ( يعقوب 2 : 19).
.2 واضح من العهد القديم والجديد أن االله له ثلاث أقانيم. أن مفهوم الثلاث اقانيم هو منطقي
لانه يكشف أن االله مكتفي في ذاته. ونحن آمسيحيين نؤمن أن االله واحد : الأب والابن والروح
القدس.
3 . إن الإيمان بأن يسوع هو ابن االله ليس له علاقة بالمفهوم الجسدي بالمعنى الحرفي
للكلمة. إن هذا ليس معناه أن االله في وقت ما آان له علاقة جنسية وانجب له ابناً ، إنما يسوع
هو ابن االله منذ الأزل.
4 . وعندما نقول أن يسوع ابن االله نعني انه روحيا آان مع االله منذ البداية ( يوحنا 1 1:).
بينما ، في حقبة من الزمن في التاريخ، ولد المسيح بطريقة إعجازية من بشر من خلال
السيدة العذراء (متى 2 : )1 ، ليفدي البشرية الساقطة.
7- آيف تثبت أن الإنجيل ليس محرفا،وخاصة في ظل وجود طبعات مختلفة له؟
.1 أن الطبعات المختلفة هي مجرد ترجمات مختلفة استخدمت فيها لغات ولهجات مختلفة. آل
هذه الترجمات مأخوذة من النسخة الأصلية وآان قد ترجمها خبراء بكل دقة ممكنة .إذا آان
هناك اختلاف في آتابة النص فهذا لان هناك معان مختلفة التي لم تستطع الكلمات أن تعبر
عنها. ولكن المغزى ثابت. وهذا المثال ينطبق على القرآن، هناك ترجمات آثيرة للقرآن التي
تختلف بعضها عن البعض و يعتمد عليه ممن لا يتكلمون اللغة العربية.
.2 إن الإدعاء بتحريف الإنجيل هي فكرة إبتدعها المسلمون لتبرير الاختلافات الكثيرة بالقرآن
عندما يقارن بالإنجيل. وحتى يتثنى لأي شخص أن يثبت عدم صحة الإنجيل لابد أن يقدم
النسخة الصحيحة آبرهان. إن المخطوطات التي اآتشفت عن بعض نسخ للإنجيل التي آتبت
في القرن الرابع والخامس، وهذا قبل مجيء الإسلام قد وجدت أنها تنطبق تماماً مع النسخة
الموجودة حاليا.
.3 أن القرآن يشهد بمصداقية الإنجيل في أماآن آثيرة ( سورة :4 47؛2 : 41 ، 91 2 0 ؛
:133 ، 46 29: ). وبناء على ذلك لا يستطيع المسلمون أن يقولوا أن المسيحيين أو اليهود
قد حرفوا الإنجيل قبل مجيء الإسلام.
4. ومن ناحية أخرى ،ليس من الممكن أن يكون الإنجيل قد حرف بعد الإسلام أيضا. لا يمكن
أن يكون قد حدث هذا بعد سبعة قرون من ميلاد المسيحية وبعد انتشار المسيحية في آل
أنحاء العالم. في هذا الوقت آانت المسيحية قد انقسمت إلى طوائف مختلفة حتى انهم لم يكن
لهم اتصال مع بعضهم البعض، فكيف يمكنهم أن يتفقوا على مؤامرة لتحريف الكتاب؟ وأيضا
آيف تكون هذه المؤامرة سرية بدون علم أحد؟ بالإضافة إلى أن الإنجيل قد تم ترجمته إلى
عدة لغات ولذلك فتحريف الإنجيل يستلزم جمع آل الأناجيل الموجودة في العالم وتدميرها
الأمر الذي من الصعب تنفيذه.
8- يقول القرآن أن االله أظهر الإنجيل إلى يسوع، بينما المسيحيين لديهم أربعة أناجيل آتبها
أربعة رجال مختلفين. بماذا تفسر هذا؟
.1 على عكس ما يقوله القرآن لا يوجد شيء يطلق عليه"الإنجيل" الذي أوحى به أو علمه
يسوع. لا يوجد آتاب مثل هذا قد وجد أو أشير إليه في المراجع التاريخية. عندما جاء محمد
بعد 7 قرون من مجيء المسيح ، آانت الأربعة أناجيل قد آرز بهم في العالم آله حتى في
الجزيرة العربية. ولم يذآر القرآن أن هناك خطأ في الكتاب المقدس، آما لم يكشف عن النسخة
الصحيحة إن آان هناك خطأ.
.2 إن آلمة "إنجيل" مأخوذة من اللغة اليونانية و تعني" أخبار سارة". لقد أعطى القديس
بولس تعريف لكلمة إنجيل في( 1 آورونثوس 15: 1-4 ) "وأعرفكم أيها الاخوة بالإنجيل
الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضا تخلصون أن آنتم تذآرون أي آلام بشرتكم
به،إلا إذا آمنتم عبثا. فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من اجل
خطايانا حسب الكتب". على الرغم من أن هناك أربعة أناجيل ، لكن آل من الأربع شهادة
لأنجيل واحد ، أن المسيح مات ودفن وقام . آل الأناجيل اتفقت على هذه الحقيقة.
.3 لم يأمر يسوع تلاميذه أن يسجلوا آلماته. ولكنه وعدهم انه سيرسل الروح القدس ليسكن
فيهم، ويعلمهم آل الأشياء ويذآرهم بكل ما صنعه وقاله يسوع ( يوحنا 14 : 26). وفي يوم
الخمسين تمم يسوع وعده لتلاميذه عندما حل عليهم الروح القدس.( أعمال 2 : 1-4 -15،
. (22
أن الأربعة أناجيل قد آتبها أربعة رجال مختلفين ولكن بوحي من الروح القدس. الإنجيل يروي
من وجهات نظر مختلفة ، ما صنعه وقاله يسوع خلال آرازته. ولكنهم جميعا لا يناقضون
بعضهم البعض بل على العكس يكملون بعضهم بعضا.ً
9- ما هو الدليل على أن الصلب قد حدث؟ آيف يموت االله العظيم بيد بشرية؟ولماذا يحتاج االله
آن يموت لينقذ البشرية؟ أليس لديه آل القدرة والسلطان أن يغفر لمن يشاء وحسبما يشاء
دون أن يحتاج ليموت؟
.1 أن قصة الصلب هي حقيقة وليست خيال، لأنها سجلت عن طريق مصادر موثوق بها .
وهذه بعض أمثلة على ذلك:
·شهد المؤرخون مثل " تاسيتوس "اليوناني ( 55 ) قبل الميلاد ، وفلافيوس يوسيفوس"
اليهودي( 37 - 97 ) قبل الميلاد ، والمؤرخ الروماني "بليني" و"سيتونيوس" وآثيرون
آخرون قد أشاروا إلى صلب المسيح في آتابتهم.
· شهادة التلمود اليهودي (ارجع إلى طبعة امستردام سنة 1943 صفحه 42).
·آما سجل العهد القديم في آثير من التنبؤات مشيرا إلى الصلب( تكوين 3 : ،15 مزمور 22
: ،16 اشعيا 53 ، زآريا 11 : 13-12).
·أيضا شهادة يسوع نفسه في العهد الجديد متنبئاً عن صلبه ( متى 17 : ،23-22 مرقص :8
،31 ولوقا :9 22).
·ثم شهادة الرسل نفسهم ( أعمال 2 : ،23-22 روميه 3 : ،24 روميه 10: 9- ،10
1آورونثووس :1 18) بالإضافة إلى أماآن أخرى وآانوا على استعداد للموت ليعلنوا هذه
الحقيقة.
·شهادة مجمع نيقيه في سنة 325 . قبل الميلاد
.2 لم يكن صلب المسيح مجرد صدفة حدثت في فترة من التاريخ بل آان ترتيباً إلهيا . منذ
البدء وقبل سقوط الإنسان في الخطية، علم االله ما سيحدث للإنسان وأعد طريقاً لخلاصه (
بطرس 1 ،21-18: أعمال 2 23 : 24-).
.3 عندما أآل آدم من الشجرة المحرمة وخالف االله، ارتكب اآبر خطية ضد االله. وهذه الخطية
عقابها الموت الأبدي. وصار هذا الحكم على أدم وذريته بعد ذلك، الذين ورثوا الطبيعة
الساقطة( روميه 6 23 : ، حزقيال 18 20:)
.4 إن االله يتصرف حسب صفاته ولأنه صادق فهو لا يكذب. وبما انه عادل لا يمكنه أن يترك
الخطية بلا عقاب. أن تريب االله للخلاص لابد أن يوفي محبته ورحمته معا( مزمور 85: 10)
.5 وآان لا يمكن تحقيق هذا إلا عن طريق أن يأخذ االله له شكل بشري ويقبل الموت من أجلنا
على الصليب، ليدفع ثمن خطايانا. ( يوحنا 3 16 : ، روميه 5 : ،8 1يوحنا 4 10:)
-10 لماذا لا يؤمن المسيحيون واليهود بمحمد بينما تنبأ الإنجيل والتوراة عن مجيئه؟
يقول المسلمون أن هناك إشارات آثيرة في العهد القديم والجديد تشير إلى أن محمد قد تنبأ به
الإنجيل. ولكن عندما ندقق جيدا في هذه الإشارات نجد أنها لا تتفق مع صفات محمد. هذه
الإشارات تشير إلى المسيح أو إلى الروح القدس وفيما يلي بعض الآيات آمثال:
.1 في العهد القديم:" ويقيم الرب إلهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. أقيم لهم
نبيا من وسطاخوتهم مثلك واجعل آلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به"( تثنية 18 :
.(18 ،15
لا يمكن أن يكون هذا إشارة إلى محمد. لان محمد هو من نسل إسماعيل ، ولم يعتبر اليهود
أن نسل إسماعيل هم اخوة. ومن الجانب الآخر تنطبق هذه الصفات على السيد المسيح . آان
المسيح يهودياً وأيضا آذلك موسى النبي في حين محمد لم يكن يهودي. ولم يترك الرسول
بطرس مجالاً للشك في حقيقة أن هذه النبؤة تنطبق على المسيح.( أعمال 3 : 20 - 26).
.2 في العهد الجديد: " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الاب روح الحق الذي
من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا"(يوحنا 15 : 26).
يقول المسلمون أن ترجمة آلمة " المعزي" في اليونانية تعني " المحمود" ، وهذا إشارة إلى
محمد. وفي الحقيقة هناك آلمة مشابهة في النطق التي تعني " المحمود". ولكن الكلمة
المستعملة في الإنجيل تختلف وهى تشير إلى الروح القدس، وترجمت إلى آلمة " المعزي".
الروح القدس هو روح، أما محمد فهو جسد. أرسل الروح القدس إلى الرسل ولكن محمد جاء
بعد ستة قرون من موت الرسل. آما قيل أن الروح القدس سيسكن في الرسل ( يوحنا 14 :
17) . بينما أن محمد لم ير الرسل أبدا . و قيل أن العالم لن ير الروح القدس وعلى العكس
من ذلك أن الناس قد رأوا محمد.
-11الجنة في المسيحية
إن البشر في هذا العالم تحكمهم الغرائز البشرية، وهكذا أيضا الجنة التي يحلمون بها. لكن
هذا العالم سيزول وآل غرائزه معه وسيعطي االله للمؤمنين الحقيقيين طبيعة جديدة بعد ان
تتوارى طبيعتنا القديمة في التراب وبعد أن تفنى أجسادنا وتلحق بأجساد أجدادنا. إن جنة االله
وسماؤه التي يحدثنا عنها الكتاب المقدس فيها تلبس أرواحنا آمؤمنين أجسادا نورانية. هناك
نبتهج دائما بتواجدنا معا آاحباء في حضور خالقنا. وفي تلك الجنة يقوم رب الكون بتعليمنا
آثيرا آما علم أدم أولا بأسماء الحيوانات وغيرها. فإن االله صاحب المجد والقدرة سيقوم
بتعليمنا عن ملائكته وآذلك عن آثير من عظائمه وخاصة تلك التي عملها لأجلنا وولم ندرآها
ونحن في أجسادنا الدنيوية. فسنتعلم هناك ما لا نهاية له من الامور الربانية السماوية
الطاهرة والجميلة. فلن نحتاج إلى الراحة هناك حيث لا يوجد تعب ولن نحتاج إلى الطعام حيث
لا يوجد جوع ولن نحتاج إلى مضاجعة ونكاح لأن متعتنا الغير محدود ستكون في الوجود مع
المؤمنين الاحباء في حضور خالق الوجود غير المحدود له العظمة والسلطان منذ الازل وإلى
الأبد.
-12إله واحد أم ثلاثة
هل يعبد المسيحيون ثلاثة آلهة؟ إن آان هناك من يؤمنون بذلك فنحن لسنا منهم. أما الإنجيل
فهو يحض على عبادة االله الواحد. لا على عبادة الصليب أو مريم أُم المسيح سلامه علينا، ولا
يقول بأن االله قد تناسل من مريم (والعياذ باالله) آما ورد في (سورة المائدة116). أما شهادة
الزور التي ترمي البعض -عن غير يقين- بالشرك، فاالله سبحانه وحده هو الذي سيرد هذا
الاتهام الظالم، وهو وحده الديان العادل الذي يعرف الحق ويؤيده.
أما عن آون المسيحيين يُصلون أو يتعمدون باسم الإله الواحد الآب والابن والروح القدس،
فهم يقولون أولا باسم واحد وليس بمائة اسم. فالاسم تعبير عن الكيان. فقولهم باسم (وليس
بأسماء)، دلالة على وحدانية االله وآماله المانع والشامل، ولهذا آان اسمه الواحد يحتوي على
معان لا يختلف عليها مؤمن عاقل: فهو سبحانه الآب تعبيرا عن حزمه وصرامته، وهو الابن
دلالة على وده ورحمته (نِسبة إلى الرحم الذي جاءنا منه السيد المسيح)، والروح يعبر عن
قداسة االله وآمال صفاته سواء التي عرفناها أو التي لم ندرآها حتى الآن بعقولنا.
نعم يا صديقي إننا نعبد االله الواحد الذي هو الآب والابن والروح القدس. فهذه جميعها صفات
أو ملامح الله الواحد الأحد. فالآب تعني أن االله هو مصدر الخليقة ذو القلب المحب. والروح
القدس تعني انه سبحانه هو الكائن غير المنظور (الروح) وهو الطاهر دون سواه (القدس).
أما الابن فهو إتيان االله سبحانه في صورة خليقته الرائعة التي أبدعها سبحانه بنفسه، وذلك
ليتمم قصده الذي ذآره بوحيه سابقا لأنبيائه بخصوص الأضحية وغفران الخطايا لآدم وبنيه
الذين يتوبون إليه.
-13 لماذا لا يؤمن المسيحيون بأنبياء بعد المسيح وهل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي
بعد المسيح؟
زعم البعض أن هناك نبوات آثيرة تنبأ بها الكتاب المقدس، عن نبي المسلمين، بل حاولوا
تصوير أن جوهر رسالة السيد المسيح هو "البشارة بمجيئه"، والأمر الغريب في ذلك أنهم
يستشهدون بآيات الكتاب المقدس، ويحاولون تفسير آل آلمة فيها- لا ليستشهدوا بمعناها
ومغزاها الحقيقي، بل يفسرونها ويؤولونها حسب ظاهرها، بما يخدم أغراضهم، في الوقت
الذي يدّعون فيه أن الكتاب المقدس هو آتاب محرف، ولا يجوز الاعتماد عليه. وعندما
نسألهم لماذا تستشهدون بنصوصه إذاً؟ يجيبون: "إنه ما يزال يحتوي في داخله على بعض
الحق"!! أما حكمهم على الحق من غيره فهو مرهون بما يتفق من الكتاب المقدس مع الفكر
الإسلامي، فهو الصحيح، أما ما يختلف أو يتعارض فهو محرفا.ً
بل ويتعاملون مع الآيات القرآنية الخاصة بالتوراة والإنجيل بنفس الطريقة، فعندما تكون الآية
في صالح التوراة والإنجيل، يقال أنهما حُرّفا بعد ذلك، وعندما يقول القرآن "الذين يتبعون
الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل" (الأعراف157:).
يبحثون فيه عما يتصورون أنه آيات صحيحة لم تحرف بعد!! ولكنا نقول لهم : إذا آان القرآن
يقول "وآيف يحكّمونك وعندهم التوراة فيها حُكم االله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك
بالمؤمنين. إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم به النبيون الذين أسلموا للذين هادوا
والربانيون والأحبار بما استحفظوا من آتاب االله وآانوا عليه شهداء" (المائدة،42: 43 )،
وأيضاً "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل االله فيه ومن لم يحكم بما أنزل االله فأولئك هم الفاسقون"
(المائدة46:). (المائدة46:). فهذا يؤآد صحة ما جاء في التوراة والإنجيل اللذين آانا موجودين أيام نبي
الإسلام، لسبب بسيط جداً وهو أننا نملك مخطوطات للتوراة ترجع لما قبل المسيح بـ 200
سنة، ولما قبل نبي المسلمين بأآثر من 800سنة، آما نملك مخطوطات لأجزاء من العهد
الجديد ونسخ آاملة من الأناجيل ترجع إلى ما بين 68م، 250م، ومخطوطات آاملة لكل العهد
الجديد ترجع لسنة 325م وترجع لما قبل الإسلام بأآثر من 300سنة!! وآلها مطابقة تماماً
لما معنا الآن، لأنه مترجم عنها. ومن ثم فعليهم أن يقبلوا آل ما جاء فيها بمنطقهما وفكرهما
ومنهجهما في تطبيق ما جاء بهما من نبوات أو يرفضونهما بكل ما جاء فيهما. لا مفر من
ذلك، ولا يمكن أن نعتبر أن أجزاء منهما صحيحة، وأخرى محرفة!! وعلى الرغم من اعتقاد
البعض أن الكتاب المقدس نُسخ وألغي، إلا أنهم يستشهدون بآياته مادام في ذلك مصلحة، أخذاً
بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، و"الضرورات تبيح المحظورات"!!
وآذلك نرى في أسلوب مناقشاتهم وحواراتهم في هذا الموضوع، أنهم يتجاهلون حقائق
جوهرية مثل: عقيدة التجسد في المسيحية، وعقيدة المسيح في الإسلام، والمفهوم اليهودي
لهذه النبوات.
1- عقيدة التجسد في المسيحية:
بالرغم من الإيمان بلاهوت المسيح آابن االله وآلمة االله الذي من ذات االله والواحد مع الآب في
الذات الإلهية الله الواحد، فقد تجسد، واتخذ صورة الإنسانية الكاملة "والكلمة صار جسداً وحل
بيننا" (يو:1 14)، ولأنه اتخذ الإنسانية الكاملة فقد آان آما يقول الكتاب "مجربٌ في آل
شيء مثلنا بلا خطية" (عب:4 15)، وآإنسان مُسح آاهناً وملكاً ونبياً بالروح القدس،
ومارس عمل النبوة، ودعي بالنبي "هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" (مت:21
.(11
2- عقيدة المسيح في الإسلام:
لا يؤمن المسلمون أساساً بلاهوت المسيح، وبالرغم من أنه موصوف في القرآن بكلمة االله
وروح منه، وأنه عِلم ليوم الساعة، وأنه آان يخلق ويعلم الغيب ويشفي المرضى ويقيم
الموتى ويطهر البرص، وأنه أنزل على تلاميذه مائدة من السماء، وأنه آان معجزة في ميلاده
وفي حياته وأعماله، وفي رفعه إلى السماء، هذا فضلاً عن عدم مس الشيطان له...إلخ إلا أن
الاعتقاد الإسلامي الأساسي في المسيح هو أنه بشر،ٌ ونبي وعبد الله وأنه مثل آدم خلق من
تراب. 3- آما يجب ألا نتجاهل التفسير اليهودي لنبوات العهد القديم:
فهو آتابهم ولهم قواعدهم في تفسيره وفهمه، مع مراعاة التفسير الصحيح لهذه النبوات آما
شرحها وفسرها الرب يسوع نفسه، سواء لليهود، في عصره، أو لتلاميذه. فقد آمن اليهود
عبر تاريخهم وعصورهم بمجيء السيد المسيح من نسل إبراهيم واسحق ويعقوب (تك:49
10)، ومن ثم فقد آان اليهود في وقت ميلاد الرب يسوع المسيح يتوقعون مجيئه بناءً على
نبوة دانيال النبي التي حسبت زمن مجيئه من إعادة تجديد وبناء أورشليم سنة 457قم حتى
ظهوره سنة26م.
4- تطبيق السيد المسيح وتلاميذه لهذه النبوات:
وهنا حقيقة هامة وجوهرية وهي أن الرب يسوع المسيح نفسه وتلاميذه من بعده أآدوا على
حقيقة أن جميع النبوات التي وردت في العهد القديم (التوراة) عن النسل الآتي بكل أوصافه
آنسل إبراهيم الذي تتبارك به جميع قبائل الأرض، وأنه سيأتي من نسل داود، وأنه سيولد من
عذراء في بيت لحم أو الذي سيأتي بالبر الأبدي....الخ قد تمت جميعها فيه. وقد استشهد بها
لليهود وشرحها لتلاميذه الذين فسروها هم أيضاً لليهود ولكل البشرية في العالم أجمع . آما
آان دائماً يشير إلى ما جاء فيها وآان يستخدم تعبيرات "المكتوب"، و"ليتم الكتاب" و "آما
هو مكتوب" للتأآيد على أن آل ما آان يفعله آان مكتوباً سابقاً عنه، وعلى سبيل المثال يقول
عما جاء فيها عن آلامه موته وقيامته "آيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم آثيراً
ويُرذل" (مر:9 12).
فقد آانت جميع نبوات العهد القديم عن المسيح المنتظر، وتمت جميعها في شخص وعمل
الرب يسوع المسيح تفصيلياً وبكل دقة، ولم يتنبأ الكتاب المقدس مطلقاً عن أي شخص آخر
يأتي بعد المسيح.
14 نبؤة موسى عن محمد
قال االله القدير لموسى النبي:"أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل آلامي في فمه
فيكلمهم بكل ما أوصيه به" (تثنية18:18)
ملاحظة : اذا عدنا الى الاية (تثنية15:18) نجد أن النبي الذي تكلم عنه موسى من صفاته
انه مثل الـلـه فهل محمد مثل االله
أوجه الاختلاف بين موسى والمسيح:
1- موسى ولد من أب وأم. 2- لما آبر موسى تزوج. 3- آان لموسى نسل.
4- مات موسى في عمر آبير ودفن. 5- حارب شعوبا أخرى. 6- عاش في صحراء.
فإذا انطبقت هذه النقاط عليك فلا تحسب نفسك نبياً لأنها تنطبق على الكثيرين .
أوجه التشابه بين موسى والمسيح:
1- عند ولادة موسى أمر فرعون بقتل آل أطفال اليهود عند ولادة المسيح أمـر هيـرودس
بقـتل آـل أطفـال اليهود
2- عند ولادة موسى حمته شخصية آان يتوقع منها الضرر وهى ابنة فرعون وعند ولادة
المسيح اعتنى به يوسف النجار خطيب مريم وهو الذي آان يريد أن يتخلى عنها أولا
3- عاش موسى طفولته في مصرآــذلك عـــاش المسيــح طفولتـــه في مصـــر
4- منح االله موسى إتيان الآيات والمعجزاتوآـذلك فعــل المسيــح أيضــاً العديد من الآيات
والمعجزات.
5- حرر موسى بنى إسرائيل من عبوديتهم للمصريينكـذلك يفعــل المسيــح إذ يحرر الناس من
قيود الموت والشر
6- أتى موسى بوعد الغفران عن طريق تقديم الذبائحكـان المسيــح هــو الذبيــح الحقيقي
الموعــود بـه.
7- آان موسى يهوديا من وسط اليهود أخا لهم آـان المسيــح يهوديــا لــذا فهو يعتبر لهم أخا
ومن وسطهم
-15هل الكتاب المقدس هو آتاب االله الذى انزلة على سيدنا المسيح عيسى بن مريم؟ومارأيكم
فيما ينسب إلية من وقوع التحريف فية ؟
ومالذى يميز الكتاب المقدس عن غيرة من الكتب ؟
الرد:
إن افضل طريقة للتأآد من أن الكتاب المقدس هو آلام االله هي قراءته ،ولكنى مع ذلك سأقدم
لك بعض الأدلة التي تثبت ذلك ،فالكتاب المقدس :-
1- فريد في قوة تأثيرة:
فقد قرأه الكثيرون من الناس الأشرار والتعساء فتبدلت حياتهم وهم يعيشون الآن حياة البر
والسعادة
2- فريد في ترابطه:
فقد آتيه أآثر من أربعين آاتبا عاشوا في فترة بلغت 1600سنة وهى فترة ليست قليلة وآان
هؤلاء الكتاب يختلفون عن بعضهم البعض فمنهم الطبيب مثل لوقا والفلاح البسيط مثل
عاموس والملك مثل سليمان وقائد الجيش مثل يشوع والشاعر مثل داود والفيلسوف والصياد
والعالم والحاآم 0000 ومع ذلك فعندما تقراه لا يمكنك أن تشعر بأنة آتب من قبل آُتاب
آثيرين عاشوا في أزمنة وبيئات وثقافات مختلفة ،بل تجدة آتابا . واحدا
3- فريد في صدق نبواته:
لم يكن هناك آتاب غيرة في آل الكون استطاع أن يخبرنا عما سيحدث بعد مئات وآلاف
السنين والغريب أن ما أخبرنا به قد تحقق فعلا وبدقة عجيبة ومازالت نبوات العهد القديم
تتحقق حتى الآن (الكتاب المقدس الذي بين أيدي اليهود الذين يكرهون المسيح) الذي فيه
حوالي 333نبوة تمت بكل دقة عن المسيح . أضف إلى ذلك النبوات التي ستتم في المستقبل
:- أهم نبوة ستتم قريبا جدا هي مجيء المسيح مرة ثانية فلقد جاء في المرة الأولى قبل
حوالي ألفى سنة مثل حمل وديع ليرفع خطية العالم بموته ، لكن في مجيئه الثاني سيأتي
آالأسد الزائر الخارج من سبط يهوذا ليدين العالم وستجثو له آل رآبة ممن في السماء ومن
على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف آل إنسان أن يسوع المسيح هو رب المجد 0وسيحنى
آل إنسان تطاول علية رأسة ، نعم وسيخزى أمام ذاك الذي ستهرب الأرض والسماء من
وجهة ولن يكون لهما موضع بعد0
هل حدث تغيير في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم؟
أستطيع ان أقول لا لسببين :-
1- عندما يعطى االله الإنسان آتابا من عنده فهل تظن أنة لا يستطيع المحافظة علية من عبث
البشر ؟ وآلا فأنك تشك في درة اله القدير وتؤمن بان الإنسان أقوى منة ويستطيع أن يعبث
بكتابة0
2- من زور الكتاب المقدس وأين ولماذا ؟ أنت تعرف أن الكتاب المقدس تُرجم من البداية إلي
لغات عديدة وأنة انتشر في القرن الثاني الميلادي في آل ربوع الأرض فمن الذي آان بمدورة
أن يصل ألي آل النسخ بلغاتها المختلفة التي بلغت حوالي 15 لغة قبل القرن السادس عشر
الميلادي.وتذآر أن العهد القديم الذي لدى المسيحيين هو نفسه توراة اليهود وأنت وتعرف
العداء القائم بينهما فكيف اتفقوا على تزويره وماهى الأسباب التي دفعتهم للاتفاق على
تزويره. وهل يزور الإنسان لكي يصبح غنيا أم فقيراً ؟ فلقد آان آل العالم ضد المسيحيين
الأوائل أضف إلى ذلك انهم آانوا أقلية قليلة لا تُذآر. وقد استشهد الكثيرون منهم وهم
يدافعون عن التمسك بكتابهم المقدس.فهل يدافعون عن آتاب آاذب قاموا هم بتزويره .وهل
تعرف أن يوجد الآن أآثر من 24000مخطوطة أثرية للكتاب المقدس ترجع تواريخ آتابتها
إلى القرون الأولى للمسيحية وأنة لا يوجد اختلاف واحدة منها وبين الكتاب المقدس الذي بين
أيدينا اليوم؟ إن أسهل شئ أن يتهم الإنسان أخية الإنسان لكن من الصعب إن يثبت بالأدلة
والبراهين إدعائة (فالبينة على من أدعي) أخيراً...أقول لك ياصديقى إن رسالة الإنجيل هي
رسالة الفرح والسلام والتحرير من قيود الشيطان فقد قال سيدنا المسيح "وتعرفون الحق
والحق يحررآم" فكل من يقبل عن اقتناع وبدون ضغط أو فرض علية من أحد يتغير قلبه
وسلوآه وحياته بالكامل ويصبح إنسانً جديدا.ً
-16 ما هو مفهوم الصلاة فى المسيحية وأساليب ممارستها،وهل لها توقيتٌ معين تجوز فيه
الصلاة أو لا تجوز ، وهل من آلمات معينة لابد أن يُردِّدها المصلي في صلاته ؟
الرد
إن الصلاة هي صلةُ الانسان الروحية باالله خالقه . وهي آما سمَّاها بعض المفسرين بأنها
التنفس الروحي للمؤمن الذي بدونه لا يقدر أن يحيا روحياً . والصلاة المسيحية هي التعبير
الصادر من قلب المؤمن يخاطب به أباه السماوي ليحمده ويشكره ويطلب منه ما يحتاج إليه .
فالصلاة إذاً هي اللغة التي يعبر فيها المؤمن عن حبه الله وشكره له وعن ولائه لشخصه
الكريم . ومن خلال صلاته يقدم المصلّي طلباته وتوسلاته لسدِّ إحتياجاتٍ معينة سواء آانت
تخصّه هو أو تخصُّ غيره . فاحتياجات الانسان آثيرة يمكنه أن يعرضها على االله في صلاته ،
ويرجوا الاستجابة لها بحسب مراحم االله وإحساناته . إنَّ نظرة المسيحية الله عدا عن آونه
الخالق العظيم القادر على آل شيء فهو أيضاً إلهٌ محبٌ حنان،ٌوهو أبٌ عطوفٌ رحيمٌ بأبنائه
المؤمنين ، وهو صديقٌ أمينٌ حافظٌ للعهد مع آل من دخل معه في عهد ولاءٍ صادق . لذلك
فكلمات الصلاة التي يرفعها المؤمن الله تأتي عَفَويَّه من منطلق هذه المفاهيم فيعبّر في صلاته
، عن حبه وولائه آما يقدم طلباته وأدعيته وتوسلاته بكلماتٍ تخرج من قلبه تعبّر فعلياً عن
مشاعره وهو يقف في محضر االله أثناء صلاته . ما أريد أن أوضِّحه هنا هو أن الصلاة
المقبولة لدى االله هي الصلاة النابعة من قلب المصلّي من داخله من أحاسيسه ، يخاطب بها
االله ويتحدث إليه آالخالق العظيم والأب الرحيم . يحدثنا انجيل الوحي عن الصلاة بأنها علاقة
فردية بين المؤمن واالله فهي علاقة شخصية تربط الفرد المؤمن بربه . لذلك فهي ليست شيئاً
يُفاخَرُ به أمام الناس لأن الصلاة علاقة مع االله وليست علاقة مع الناس ، وهو سبحانه
الفاحص القلوب والعالِم بالنيّات . أما الناس لو رأوا انساناً يصلّي لا يرون إلا الظاهر ، لذلك
تظاهر الانسان بصلاته أمام الناس يُحذِّرُ منه الانجيل ، لأن التظاهر بالصلاة أو الصوم يعمّم
الرياء ويكثر من النفاق في الأمة، ويَحْرِفُ المصلي عن جوهر الصلاة للاهتمام بمظاهرها
الخارجية وآسب مديح الناس . لذلك يقول المسيح القدوس في عظته على الجبل المدونة في
انجيل متى الأصحاح الخامس الكلمات التالية :
ومتى صليت فلا تكن آالمرائين . فإنهم يحبّون أن يصلّوا قائمين في المجامع وفي " زوايا
الشوارع لكي يظهروا للناس . الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم . وأما أنت فمتى صلّيت
فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء . فأبوك الذي يرى في الخفاء
يجازيك علانية ". ثم يقول :" وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلاً آالأمم ، فإنهم يظنون أنه
بكثرة آلامهم يستجاب لهم . فلا تتشبهوا بهم ، لأن أباآم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه
" . فمن آلمات المسيح هذه عن الصلاة نتعلم أن الصلاة ليست تمثيلية يقوم بها المصلّي أمام
الناس لكي ينال مديحهم بل الصلاة علاقة شخصية بين الفرد وربه . آما نتعلّم أيضاً أن لا
لزوم للتكرار المستمر لكلمات أو جمل يرددها البعض أثناء صلاتهم وآأنَّ في تكرارها استجابة
أفضل . فاالله يسمع ويرى ويعرف احتياجاتنا قبل أن نسأله ، ومع ذلك فهو ينصحنا بالصلاة
وعرض احتياجاتنا لدى جلاله لأن في ذلك عبادة . وفيه اعترافٌ بسلطان وقدرة المولى على
تسديد احتياجاتنا التي نعرضها عليه ، أما التكرار الممل الذي يمارسه الكثيرون فلا معنى له ،
آأن يردد أحدهم صلاة أو آلمات يحفظها فيتمتمها عشرون مرة أو خمسون مرة ويظن أن في
تكرارها إستجابة أفضل أو عبادة أوفر !.. الصلاة المسيحية صلاة بسيطة ، وهي ليست صلاة
تقليدية يرددها المصلّي بغرض تأدية فرض مفروضٍ عليه ، بل الصلاة المسيحية تقوم على
إحساسٍ قلبي ، دافعها علاقة حبيِّة مع االله . ففي صلاته يتحدث المصلّي مع ربه آما يتحدث
الحبيب مع حبيبه ، ولذلك تأتي آلمات الصلاة من انشاءٍ ذاتي عفويّ تحكمها ظروف المصلّي
وأحواله ومشاعره . ولعلها مناسبة نجيب بها على السائل الكريم الذى يقول : هل للكنيسة أو
لرجال الدين أو غيرهم سلطة ترغم الناس على الصلاة تحت طائلة المسئولية لمن يقصِّر أو
يتهاون أو يغفل عن الصلاة أو الصوم ؟.. فنقول للأخ الكريم : إن الكنيسة ورجال الدين هم
آباءٌ محترمون يؤدون خدماتهم بالإرشاد والتوعية بكلِّ إنسانيةٍ ولطف . فقضايا الإيمان أو
الصوم والصلاة ، هذه أمور تَنْتُجُ عن تفاعلٍ داخليٍ في قلب الانسان وفي أعماقه ولا يمكن أن
تأتي بالعصا أو التهديد بالقصاص . فالعصا والتهديد ينتجان حتماً أمةً منافقة تحكمها العصا
ويُرْغمها التهديد للقيام بالواجبات الدينية . فلو حصل ستصبح الممارسات الدينية عبارة عن
تمثيلية يؤديها الفرد خوفاً من البشر ، ثم مع التكرار ستتملكه العادة فيؤديها دون إحساس
ببهجة العبادة بل بحكم العادة . والكتاب المقدس يقول :" اعبدوا الرب بفرح ، ادخلوا دياره
بالتسبيح ". ولذلك فالعبادة المسيحية عبادة تبهج الروح ويؤديها المصلّي بابتهاج وسرور .
ووجوه العابدين ً غالبا ما تكون باشّه . لأن اللقاء باالله في وقت الصلاة لقاءٌ مبهج ، منعشٌ
للروح . والسبب في ذلك أن الصلاة المسيحية ليست فرضاً بقدر ما هي تجاوباً قلبياً لصدى
محبة االله في قلب المؤمن . ففي هذا الإطار الجميل يؤدي المؤمن المسيحي صلاته بكل خشوع
وتقوى / تتوِّجُها بهجة العبادة، آما يؤديها بقناعةٍ قلبية وبحريةٍ دون إرغام أو تهديدٍ أو إآراه
. وما نقوله عن الصلاة نقوله أيضاً عن الصوم ، فالصائم يصوم الله ، طاعةً لربه وتقرباً إليه .
ولذلك فالصوم عملية قائمة بين الإنسان الفرد وربه ، يؤديها المؤمن المسيحي بحريته عندما
يشاء،وآما يشاء ، فلا علاقة لتداخلات الناس في صيامه أو عدم صيامه فهو في الحالين لا
يؤذي أحد ، والقضية ترتبط بعلاقة الفرد بربه ، وهذه دائرة تخص االله وحده لا دخل لها لا
للدولة ولا لرجال الدين . وأما الصائم ، فلا يجوز في المسيحية أن يفاخر بصيامه أو يتظاهر
به ، بمعنى أن لا يجعل من صومه مدعاةً للمفاخرة وآسب مديح الناس لأن الصوم الله .
فإشهار الصائم لصيامه فيه رياءٌ ونفاقٌ يحذر الإنجيل منه بقوله :
ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين آالمرائين . فإنهم يغيّرون وجوههم لكي يظهروا للناس أنهم
صائمين . الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم . وأنا أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل
وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء . فأبوك الذي يرى في الخفاء
يجازيك علانية . فأحكام الإنجيل إذاً واحدة في الصوم والصلاة وإن من يمارسها في طاعة االله
والتقرب منه لا للتظاهر ولا للمفاخرة أو آسب مديح الناس . لذلك فالمسيحي المؤمن يؤدي
صلاته أو صومه آما الله لا لكسب الثناء من البشر . وهو إن أدّاها أو لم يؤدِّيها فهو حرٌّ
مسئولٌ أمام ربِّه فلا إآراه في ذلك . ومن جهةٍ أخرى فالصلاة والصوم لا توقيت محدد لها في
الإنجيل . بل يمكن أو يؤدي المؤمن أياً منها في الوقت الذي يراه ، فباب االله مفتوحٌ أمام
عبادِهِ في آلِّ حينٍ وهو سبحانه لا ينعس ولا ينام يستقبل صلاتنا ويتقبل صومنا في أي وقتٍ
من الليل أو النهار . فجاهزية االله دائماً متوفرة ، إنما التقصير ً عادة يكون من الجانب البشري
. أما عن وضع المصلّي أثناء صلاته في سؤالٍ لأحدهم : يجوز فيها الوقوف أو الرآوع أو
الجلوس،فأنا أصلي أحياناً وأنا أقود سيارتي في الطريق . بل وأآثر من ذلك فهل يعقل أو لا
يقبل المولى صلاة المريض أو المقعد أو المرهق الذي هدَّهُ التعب ، فارتمى على فراشه لا
يقوى على القيام وأراد أن يصلّي ويطلب رحمةً أو عوناً من االله ؟!... لا ننسى أن االله محبٌ
حنون قريب للقلب لينٌ في تعامله مع أتقيائه ، وهو يعرف جبلتنا أننا من تراب ويتغاضى عن
ضعفاتنا سيما عندما تتوفر النية الحسنة في العبادة فهو إله قلوب لا إله مظاهر. بقي أن
نوضّح أنَّ ما يفسد الصلاة هو حالة القلب الغير مستقيم وهذا يوضحه المسيح القدوس في
قوله :
فإن قدمت قربانك إلى المذبح ( أي عندما تقوم بواجب العبادة والصلاة في بيت االله ) وهناك
تذآرت أن لأخيك شيئاً عليك ، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك
وحينئذٍ تعال وقدم قربانك . إذاً أترك هناك قربانك / أي تنحى عن تقديم صلاتك في بيت االله ،
واذهب بالأولى اصطلح مع أخيك أو جارك ، لئلا تُفْسِدُ الخصومة استجابة الصلاة وبرآة
الصلاة . وهذا يدعو المسيحي المؤمن أن يحافظ على علاقةٍ طيبة سليمة مع الناس من حوله
لئلا يُلام في صلاته وعبادته حتى لو اقتضى الأمر أن تكون المسالمة من طرفٍ واحد .
-17مارأيكم فى القول أن انجيل المسيح (علية السلام) الصحيح هو انجيل برنابا؟ولماذا
لاتعترفون بانجيل برنابا؟
الرد
بدايةً أقول أن الكثيرين يذآرون هذا الكتاب بهذا الاسم وآأنه انجيل حقيقي بينما في الواقع
أآثر من 99 % من هؤلاء لم يقرأوه ولم يَرَوْهُ ومع ذلك فأثناء بحثهم وجدالهم مع الغير
يستشهدون به دون علمٍ بمحتواه وبأصلهِ وفصله ، وبحقيقة مُؤَلِّفه ... وأيضاً بدون الاطلاع
على رأي العلماء الأجلاء من مسلمين ومسيحيين الذين اطلعوا على الكتاب وأعلنوا رأيهم فيه
ونَبَذوه. وقبل أن ندخل في التفاصيل في تحليل هذا الكتاب المزيف المسمى " انجيل برنابا "
أريد أن أقول أنني أتحدَّى أن يكون هناك إنسانٌ فردٌ واحد يؤمن حقيقةً بهذا الكتاب ، ومقتنعٌ
فعلاً بما ورد فيه جملةً وتفصيلاً !... ولماذا أقول هذا ؟
أقوله أولاً : لأن من اطلع على هذا الكتاب لا يمكنه أن يجازف فيقرن نفسه بعقيدةِ آتابٍ هشٍّ
يحمل في ذاته وبين سطوره علاماتِ زيفه ، فيقع المدافع عنه في مواقف حرجة ومطباتٍ
مربكة لا يعرف آيف يخرج منها بسلام . وأقول ثانياً : ان من يريد أن يدافع عن هذا الكتاب
عليه أن يقف موقف الرجال في دفاعه عما يؤمن به ، فيقول ما عنده ويبدي ملاحظاته
المؤآَّدة لديه ثم يصغي لما لدى الطرف الآخر من رأيٍ حين توضع النقاط على الحروف وحين
يُسَلِّطُ الغير الأضواء الكاشفة على الزوايا المعتمة في هذا الكتاب وهي آثيرة . لذلك أقول أنه
على مدى التاريخ آله لا يوجد من يَتَبَنَّى حقيقة الإيمان بهذا الكتاب في نقاشه آانجيلٍ حقيقيٍ
موحىً به من االله . ولكن يُلاحظ أنَّ من يطرح اسم هذا الكتاب في نقاشه أو جداله إنما يطرحه
فقط لأجل الجدال ، أو لذرِّ الرماد في العيون أو آمن يفجر قُنبلةً دخانية في وجه غيره لأجل
المشاغلة فقط وليس في عملية جادة للوصول إلى الحقيقة ، لأن من يطّلع على هذا الكتاب
المزيف لا تفوته السخافات الواردة فيه إلا من تغابى عن الحق ، وسنشير إلى عينةٍ من ما
ورد فيه من سخافات .
صديقي الكريم ...
الحقيقة تقال أن المسمى انجيل برنابا لا يمت للمسيحية بصلة ، فهو شهادة زور على انجيل
االله،وهو مؤلف آاذب مزور تماماً آما ألّف مسيلمة الكذاب والفضل بن الربيع قرآنيهما . والآن
، يا صديقى اليك المعلومات التالية :
أول ما نلاحظه في هذا البحث أنه لم يكن وجودٌ أو ذآرٌ لهذا الكتاب المزوّر المسمى انجيل
برنابا قبل القرن الخامس عشر للميلاد ، أي خلال الألف خمسماية سنة بعد موت برنابا . إلى
أن جاء أحدهم في القرن الخامس عشر ونبش القبور ووضع القلم والأوراق في عظامٍ بالية
بيد برنابا الذي شبع موتاً وقال له : اآتب لنا إنجيلاً نسميه باسمك !.... يا ناس حرام عليكم ،
اذآروا أن شهادة الزور هي من بين الجرائم المنهي عنها في الوصايا العشر . أعود فأقول انه
لو آان وجود لما يسمى بانجيل برنابا في الخمسة عشر قرن الأولى من التاريخ الميلادي
لظهر له اسم ولو على هامش آتب التاريخ أو في الأوراق والوثائق العديدة التي تعد بعشرات
الألوف من المخطوطات المحفوظة اليوم في متاحف العالم ، أو على الأقل لكان فيه نسخاً
بأيدي بعض المسلمين القدماء . ثم لو آان لهذا الكتاب وجود في التاريخ لما اختلف علماء
المسلمين آالطبري والبيضاوي وابن آثير والرازي في شرح وتفسير آخرة المسيح على
الأرض ومن هو الذي صلب فعلاً على الصليب ذلك لأن المسمى انجيل برنابا يوضح أن الذي
صُلب هو يهوذا الاسخريوطي وليس المسيح ، بينما العلماء المذآورون أشاروا إلى غير ما
أشار إليه الكتاب المذآور بدليل عدم تواجده في زمنهم وإلا لاسترشدوا برأيه واهتدوا بهديه
واتفقوا على رأيٍ واحد بخصوص صلب المسيح. ثم يلاحظ أن العلماء الأجلاء من المسلمين
آانوا قد أشاروا فيما أشاروه في آتاباتهم فذآروا انجيل متى وانجيل مرقس وانجيل لوقا
وانجيل يوحنا . وليس بينهم من أشار إلى ذآر اسم برنابا بين آتّاب الإنجيل . فهذا أيضاً دليل
بين أدلة آثيرة بأن هذا الكتاب المزوّر هو آتاب لم يكن له وجود في القرون الخمسة عشر
الأولى من التاريخ الميلادي . وعندما أُثير اسم انجيل برنابا لأول مرة في الأوساط الأورويبية
في القرن الخامس عشر قام بعض العلماء والمتخصصين بالبحث والتنقيب فوجدوا أن راهباً
اسمه مارينو آان قد أسلم في القرن الخامس عشر للميلاد وتسمى باسم جديد هو " مصطفى
العَرَنْدي " وهو الذي ألّف الكتاب وادعى أنه ترجمها عن نسخةٍ إيطالية بينما لوحظ أن
النسخة الإيطالية نفسها منقولة عن أصل عربي وأن محتويات الكتاب منسجمة مع العقيدة
الجديدة لمارينو ... فهو بعد إسلامه درس القرآن وتعلم العربية فحاول أن يلائم بين عقيدته
الجديدة والكتاب الذي ألفه ظناً منه أن آتابه الجديد يمكن أن ينافس أو يحل محل الانجيل
الصحيح المنتشر بين جميع المسيحيين على اختلاف لغاتهم وشعوبهم ، ولكن آتاب مارينو
/أو مصطفى العرندي أُجهض لسخافته ولم ير النور وفشل في أن يشق طريقه بين الناس أمام
شموخ ومجد وجلال انجيل االله / انجيل الوحي الذي صمد بعزمٍ وثبات قبل وبعد مارينو بزمن
طويل وما زال وسيبقى في قمة مجده لأنه ذِآْرُ االله واالله له حافظ يحميه ويحرسه من عبث
العابثين .أما برنابا فيمكن أن يَصْدُقَ عليه القول بحق أنه المتهم البريء ، فهو لم يؤلف آتاباً
لا في حياته ولا بعد موته (طبعاً) ولم يكن له علم بهذا الكتاب ، إنما اسم الكتاب أُلصق به
زوراً بعد وفاته ٍ بألف وخمسماية سنة .
وبرنابا هذا آان يهودياً من جزيرة قبرص آمن بالمسيح بعد صعود المسيح إلى السماء بتسع
سنوات، فهو لم ير المسيح بعينيه ولم يسمع منه آلمة ولا تكليفاً بكتابة أي شيء . ولكنه
سمع عن المسيح وآمن به وأخلص الله وشارك في نشر الدعوة المسيحية في البلاد الأوروبية
برفقة بولس رسول المسيح . وآان قد تعرف على بولس الرسول ورافقه لبعض الوقت في
جولاته التبشيرية . ومن الطريف أن يذآر أن المدعو مرقس آاتب انجيل مرقس هو ابن أخت
برنابا ، وقد ورد ذلك في سفر أعمال الرسل من الانجيل ويتضح هناك اهتمام برنابا بابن أخته
مرقس وتشجيعه له إذ أخذه معه ورافقه في إحدى جولاته التبشيرية . إذاً برنابا خال مرقس /
ومرقس هو آاتب انجيل مرقس ، فالمطّلع المفتّش عن الحقيقة يلاحظ أن الفرق بين انجيل
مرقس وما يسمى بانجيل برنابا آالفرق بين الثرى والثريا مما ينفي علاقة برنابا بما نُسِبَ
إليه .
ثم هناك ملاحظة ملفتة للنظر بسبب الأخطاء الواردة في الكتاب المنسوب إلى برنابا ومنها
يُستدل أن آاتب الكتاب آان يجهل جغرافية فلسطين وبلدان الشرق فيقول في الفصل العشرين
من الكتاب : وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مرآبٍ مسافراً إلى الناصرة . ولما بلغ
مدينة الناصرة أذاع النوتيه في المدينة آل ما فعله يسوع . وهنا غاب عن ذهن مؤلف الكتاب
أن مدينة الناصرة تقع على جبلٍ عالٍ في قلب فلسطين بعيدة عن البحار وعن الشواطىء .
ويقول في الفصل الثالث والستين أن االله طرح يونان في البحر فابتلعته سمكة وقذفته على
مقربة من نينوى . والقارىء العاقل يتساءل : أين نينوى من البحار أو لعل في نينوى حيتاناً
تمشي على الأرض بأرجلها آالجمال ؟ ويقول في الفصل الثالث أن المسيح ولد في عهد
بيلاطس الحاآم بينما الحقيقة أن بيلاطس حكم البلاد من سنة ستٍ وعشرين إلى ستٍ وثلاثين
للميلاد أي بعد ميلاد المسيح بأآثر من ربع قرن من الزمن . آما يورد الكتاب خرافة مضحكة
في الفصل الخامس والثلاثين يقول فيها : أن الشيطان بصق على آتلةٍ من التراب فأسرع
جبريل ورفع البصاق مع شيءٍ من التراب فصار للإنسان بسبب ذلك سُرَّةً في بطنه ألا
توافقني يا صديقى الكريم على أن هذه وحدها آافية بأن يُلْقى بهذا الكتاب في سلة
المهملات؟.. لذلك أقولها صراحةً : أتحدّى بعالي الصوت أن يكون هناك إنسان واحد في
الوجود من يستطيع أن يتبنَّى هذا الكتاب آكتاب وحيٍ حقيقي ، ويقف ليدافع عنه .
وهناك أخطاء خرافية مماثلة وآثيرة في هذا الكتاب لا يتسع المقام لسردها والتعليق عليها ،
فمن تلك على سبيل المثال لا الحصر : يقول في الفصل الحادي والخمسين أن المسيح طلب
من االله أن يرحم الشيطان فاعترض الشيطان رافضاً هذه الوساطة . هذا آلام سخيف أستغرب
إن آان يستهوي أو يؤثر حتى على الجهال أو ذوي العقول الضعيفة أو الغبية !!!. آتاب
خرافي لا يستحق حتى مجرد الحديث عنه لولا أن بعضاً من الأعزاء الزائرين رغبوا
الاستيضاح عما قيل ويقال عن هذا الكتاب وها نحن نقولها صريحة ونتحدى على سمع
الملايين من زائرينا إن آان هناك انسان واحد على وجه الأرض يمكن أن يتبنّى هذا الكتاب
آوثيقةٍ صحيحة يؤمن بها ويثبت ذلك . صديقى العزيز : الأستاذ عباس محمود العقاد مفكّر
آبير وهو صاحب آتب العبقريات المعروفة لدى الكثيرين منا من محبيِّ المطالعة . الأستاذ
العقاد آتب في صحيفة الأخبار الصادرة في 26 / 10 / 1959 . يقول : تتكرر في هذا الكتاب
بعض الأخطاء التي لا يجهلها اليهودي المطّلع ، ولا يقبلها المسيحي المؤمن و لا يتورط بها
المسلم الفهيم ، لما فيها من مناقضةٍ بينه وبين القرآن . آما قال الدآتور محمد شفيق غربال
في الموسوعة العربية " الميسرة " تحت آلمة برنابا ما يلي : الكتاب المنسوب إلى برنابا
آتاب مزيف وضعه أوروبي في القرن الخامس عشر . وفي وصفه للوسط السياسي والديني
في أيام المسيح أخطاءٌ جسيمة .
أيها الأصدقاء .. والصديقات ..
الحديث الصريح الذي نعرضة في هذا البحث لا نتحدى به أحداً سوى الشيطان مثير الفتن
ومبلبل العقول الضغيفة التي هي على استعداد أن تَهُبَّ مع هبِّ الريح فتميل حيثما مال وهذه
يصعب عليها أن تستقبل الأشعة الفضية لنور المسيح الحي بل تتدثر في العتمة ولا تعمل إلا
في الظلام
-18قال المسيح في انجيل متى 25:14 عندما جائت اليه امراه وسألته ان يشفي ابنتها
فاجاب "أنني بعثت فقط للخراف الضاله من اليهود (اسرائيل)" أى أن الهدف من بعثة المسيح
عليه السلام هو هدايه اليهود الضالين فقط.
الرد
دعوة المسيح هل هى عنصرية ؟!
أن دعوة المسيح بدأت فى أرض فلسطين والتى آانت آنذاك تابعة لليهودية وهى الأرض التى
تشرفت بميلاد المسيح وعاش فيها وقد آان طبيعياً أن يبدأ المسيح بداية دعوته فى الموطن
الذى نشأ فية (اليهودية) ثم بعد ذلك تمتد الدعوة إلى أما آن أخرى ومن الأدلة التى تثبت ذلك
قول المسيح لحوارية قبل صعوده إلى السماء فى إنجيل متى الإصحاح 10 والآية (15 وقال
لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واآرزوا بالإنجيل للخليقة آلها) فاستجاب الحواريين لأمر المسيح
آما جاء فى متى إصحاح 16 والآية (20 واما هم فخرجوا وآرزوا في آل مكان والرب يعمل
معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة.آمين)
ليس هذا فقط بل لعلك سمعت أو قرأت قصة اهتداء شخص اسمه آرنيليوس آما جاءت فى
سفر أعمال الرسل الإصحاح العاشر هذا الرجل لم يكن يهودياً ومع ذلك قدم الرسول بطرس (
أحد الحواريين) الرسالة المفرحة لة ومع آن آرنيليوس آان تقياً يمارس الصلوات والأصوام
فى مواعيدها ويصنع صدقات للفقراء إلا أنة آان يحتاج لشىء أساسى وضرورى هو الإيمان
بالمسيح المخلص وهذا ما فعلة أخيرا. وهناك العديد من الشخصيات التى آمنت رغم أنها غير
مسيحية الأصل.
وفى قصة المرأة التى ذآرتها تكلم سيدنا المسيح (سلامه علينا) هنا بلغة يفهم منها اليهود
السامعين أنهم ضلوا عن االله ، وأن البرآة ينالها فقط أبناء الإيمان. فمدح المسيح إيمان
المرأة وشفى ابنتها تعبيرا على قبوله لها آابنة مؤمنة باالله رغم أنها لم تكن إسرائيلية. وقد
أمر المسيح أتباعه أن يبشروا العالم أجمع بأنه ينقذ آل مؤمن به من غير اليهود، ويعطيه
غفرانا إلهيا وجنة سماوية وهنا لا تتعارض آلمات السيد المسيح هذه مع حقيقة أن رسالة االله
هى لجميع الناس ولقد قام السيد المسيح بخدمات للأمم ( غير اليهود) فى مناسبات آثيرة فى
أثناء خدمته وما أراد السيد المسيح أن يقولة للمرأة هو أن اليهود يجب أن تكون لهم الفرصة
الأولى لقبوله آالمسيح لان االله اختارهم لتقديم رسالة الخلاص لسائر العالم فالسيد المسيح لم
يرفض هذه المرأة بل لعلة آان يريد أن يمتحن إيمانها أو لعلة أراد أن يستخدم الموقف فرصة
أخرى لتقديم درس عن أن الإيمان متاح لجميع الناس آما آن السيد المسيح فى النهاية
استجاب لطلبة هذه المرأة وشفى ابنتها.
أختم آلامى بما جاء فى الإنجيل بحسب ما دونه يوحنا الإصحاح الأول والآيات من 11 الى
13 ( إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله واما آل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا
أولاد االله آى المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة
رجل بل من االله ) إذن دعوة ومحبة السيد المسيح ليست عنصرية وهى موجهة لأى شخص
من أى مكان وفى أى زمان
-19هل يمكن للـــه أن يمــوت؟
يخطر في بال بعضهم سؤال يبدو منطقياً يتعلق بإمكانية موت السيد المسيح وهو االله ، فهل
يموت االله ؟ ومن ذا الذي حفظ الكون والحياة في الأيام الثلاثة التي آان فيها السيد المسيح
ميتاً ؟
· هل الموت هو الملاشاة ؟
ينطوى هذا السؤال على سوء فهم للموت وطبيعته وما يترتب عليه ، فالإنسان يميل أن يقرن
الموت بالملاشاة ، فكأن الشخص الذي يدخل دائرة الموت يتلاشى ولا يعود موجوداً ، ويفقد
بالتالي آل قوة وتأثير في هذه الحياة ، وعلى الرغم من العقيدة التي يعتنقها المرء قد تُعلّم
غير ذلك ، فإن حقيقة غياب الشخص الذي مات وعدم إمكانية الاتصال به والتواصل معه في
هذه الحياة تفرض نفسها بطريقة مرعبة وتجعل وجدان المرء يساوى بين الموت والعدم .
· حقيقة الموت
غير أن هذا الأمر مجانب للصواب ، فما الموت إلا إنفصال الروح عن الجسد ، فروح الإنسان
هي الكائن الحقيقي وهى تسكن جسده الذي يُشكل بيتاً لهذه الروح ، فليس الإنسان جسداً
يمتلك روحاً ، وإنما هو روح تملك جسداً ، وبينما يتحلل هذا الجسد ألفاني بعد الموت
ويتعرض للفناء ، فإن الروح تستمر في الوجود إما في جهنم أو في حضرة االله في حالة وعى
وإحساس آاملين ، فإذا مات المرء دون أن يقبل فداء المسيح وخلاصه ، فسينتهي به الأمر
إلى حيث " البكاء وصرير الأسنان " يقول السيد المسيح " ولكن أقول لكم يا أحبائي : لا
تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أآثر ، بل أريكم ممن تخافون
: خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يُلقى في جهنم ، نعم أقول لكم من هذا خافوا " (
لوقا 12 : 4،5 ) ولا مفر من هذه الدينونة لغير المؤمنين بالمسيح ، تقول آلمة االله " وُضع
للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " ( عبرانيين 9 : 27 ) .
· مصير الأموات
أما الذين يموتون في المسيح ،فإن أرواحهم تنتقل فوراً لتكون في حضرة االله ، قال الرسول
بولس " لي اشتهاء أن أنطلق ( أموت ، تفارق روحي جسدي ) وأآون مع المسيح " ( فيلبى
1 : 23 ) ويحدثنا سليمان عن مصير الإنسان بعد الموت فيقـــول " فيرجع التراب إلى
الأرض آما آان ، وترجع الروح إلى االله الذي أعطاها " ( جامعة 12 : 7 ) ويُسجل لنا لوقا
رواية المسيح لحديث إبراهيم مع الغنى المُستغنى عن االله بعد موته ، وتطرقه لمصير لعازر
البار بعد موته أيضاً " أذآر أنك أستوفيت خيرتك في حياتك وآذلك لعازر ( أستوفى ) البلايا
والآن هو يتعزى وأنت تتعذب " ( لوقا 16 : 25 ) .
· الروح لا تفنى
وما يهمنا من هذا آله هو الوصول إلى نتيجة هي أن الروح لا تفنى ، فكم بالحرى إذا آانت
روح االله ، ونحن نعلم مما علّمنا السيد المسيح أن " االله روح " ( يوحنا 4 : 24 ) .
· موت المسيح
حين جاء المسيح ، آلمة االله ، إلى أرضنا أتخذ جسداً وأآتسب الطبيعة البشرية إلى جانب
طبيعته الإلهية ، لم يكن يحتاج آإله إلى جسد ، ولكنه صار لحماً ودماً ليشارآنا طبيعتنا
ويستطيع أن ينوب عنا في عملية الفداء ، وعندما مات على الصليب من أجل خطايانا ، سكتت
الحياة في جسده وبقيت روحه حيةً دون أن تفقد شيئاً من طبيعتها وقدرتها ، وهذا يعنى بكل
بساطة أن المسيح آان حياً حتى وهو ميت .
· مثال توضيحي
ولقد حاول أحدهم أن يُقّرب ما حصل للمسيح في موته إلى أذهاننا ، فشبه الروح بالهواء الذي
يتخذ شكل الإناء الذي يحل فيه ، فمع أن الهواء يملأ الجو ويتحرك فيه بحرية ، إلا أنه حدد
نفسه شكلاً بصورة الإناء الذي حل فيه ، فإذا آسرنا هذا الإناء الذي يتمتع الهواء داخله بنفس
خصائص الهواء الموجود في الجو ، فإن الهواء يرجع ليختلط فوراً بالهواء الموجود بالجو
دون أن يضيع منه شئ ، وهذا يقودنا إلى فكرة أن موت المسيح لم يؤثر على طبيعته الإلهية
.
· سبب موت المسيح
ولابد لنا من أن نتبين أن المسيح لم يمت بسبب الصليب ، ولكنه مات على الصليب ، لم يمت
بسبب المسامير والحراب التي اخترقت جسده وجعلته ينزف ولكنه مات بسبب خطايانا التي
حملها ومات على الصليب من اجلها ، إن خطايانا وآثامنا هي التي قتلته ، وما آان للموت أن
ينال منه لو لم يكن صلبه ً مرتبطا بهذه الخطايا والآثام ، فلا موت بدون خطية ، ولم يكن أدم
نفسه ليمـوت لو لم يخطـــئ تقول آلمة االله " آأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ،
وبالخطية الموت ،وهكذا إجهاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع " ( رومية 5 : 12 )
.
· قيامة المسيح
آما يختلف موت المسيح عن غيره في أن جسده لم يعرف التعفن والنتانة ، وذلك لأن المسيح
نفسه لم يعرف الخطية آبقية البشر مع أنه حمل خطاياهم ، لهذا آان وعد االله الآب له بحفظ
جسده من التعفن وقيامته من بين الأموات ، يقول النبي داود على لسان المسيح قبل مجيئه
وموته بمئات السنين " لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي ، جسدي أيضاً يسكن ً مطمئنا ، لأنك
لن تترك نفسي في الهاوية ، لن تدع تقيك يرى فساداً " ( مزمور 22 : 9،10 ) وهكذا فإن
روح المسيح عاد إلى جسده فأحياه في اليوم الثالث ، فكانت القيامة المجيدة المحتمة .
ويسجل الكتاب المقدس أحداثاً آثيرة تشهد لقيامة السيد المسيح من الموت ، يقول " ....
المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ، وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب ،
وأنه ظهر لصفا ثم للأثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأآثر من خمس مئة أخ أآثرهم
باقٍ إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا ، وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين " (
1آورنثوس 15 : 3-7 ) . · أبعاد القيامة
ولقد أثبتت هذه القيامة فيما أثبتت أن المسيح هو إبن االله حقاً آما قال ،وأن الروح لا تموت ،
وأن هناك رجاءً أآيداً لكل من يؤمن بالمسيح " أين شوآتك يا موت ؟ أين غلبتك يا هاوية ؟ "
( 1 آورنثوس 15 : 55 ) ، وما دام المسيح يتمتع بالجوهر الإلهي ، فليس غريباً أن يكون
مختلفاً عن موت آل إنسان ، وأن تكون له نتائج عظيمة مبارآة .
يقول السيد المسيح " أنا هو القيامة والحياة ، من أمن بي ولو مات فسيحا ، وآل من آان حياً
وأمن بي فلن يموت إلى الأبد " ( يوحنا 11 : 25،26 ) . خلاصة
وهكذا فإن موت السيد المسيح لا ينفى ألوهيته ، بل يؤآد محبته العظيمة لنا تلك المحبة التي
جعلته يموت من أجلنا ، لنتذآر أنه ذاق عنا الموت وأخذ عقابنا ، فهل نفهم موته حق الفهم
ونقبله ؟ هل نعيش غالبين الحياة ونموت إذا آان لابد من الموت .
-20 هل االله واحد أم ثلاثة ؟
سأتناول في البحث موضوعاً ليس من السهل الخوض فيه لأنه يتناول أعظم شخصية في
السماء وعلى الأرض، شخصية االله الذي له آل المجد والجلال. ولا يسعني منذ الآن إلا أن
أعترف بعجزي وتقصيري ومحدوديتي، لا بل أني أسمع صوتاً يجلجل في أعماقي قائلا:ً
"اخلع نعلك من رجليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها هي أرض مقدسة".
سأتناول الموضوع بكل مهابة وخشوع ووقار. وإني أصلي إليه تعالى طالباً الحكمة والقوة
والعون آي أعالج هذا الموضوع بتجرد ومحبة وإيمان بحيث تتّضح الحقيقة لمن يرغب في
معرفتها، وتزول الغشاوة عن العيون، وتتحول الظلمة إلى نور. فالذي قال أن يشرق نور من
ظلمة في بدء الخليقة قادر أن يشرق بنوره في قلوب الكثيرين. وإني آمل أن لا يتسرع أحد في
الحكم على هذا الكتيب قبل الانتهاء من قراءته، وإلا فانه سيقع في فخ الاستنتاجات المغلوطة
النابعة من عدم التجرد والموضوعية.
السؤال المطروح أمامنا هو: هل االله واحد أم ثلاثة؟
شغل هذا السؤال أآبر الأدمغة في عالم اللاهوت والفلسفة والفكر. ولعلك يا قارئي العزيز واحد
ممن أدلوا دلوهم بين الدلاء، ولكن النتيجة واحدة. فالعقل البشري أعجز من أن يسبر الأغوار
أو يستكشف الأسرار المتعلقة بالذات الإلهية دون إعلان أو آشف مسبق منه تعالى. يقول
المزمور :19 "السموات تحدّث بمجد االله والفلك يخبر بعمل يديه". فلو لم يعلن االله بعض
جوانب طبيعته في الطبيعة المحيطة بنا لما توصّل العقل إلى ما توصّل إليه. فإن أمور االله غير
المنظورة – أي قدرته السرمدية ولاهوته، تُرى منذ خلق العالم مدرَآَةً بالمصنوعات، آما
يقول الرسول بولس في رسالته إلى رومية. ولو لم يعلن عن ذاته في التاريخ والضمير
والكتاب المقدس لما قدر العقل أن يفعل الكثير. فالفضل في الموضوع آله هو الله. فاالله يبدأ
بالإعلان لكي يحرك فينا العقل والإيمان. والإيمان أسمى من العقل لأنه يرى ما لا يُرى في
حين أن العقل يتناول المنظورات والمحسوسات. الإيمان ليس ضد العقل بل ضد العيان.
الإيمان والعقل يسيران في اتجاه واحد ولكن الأول أعظم وأعلى من الثاني. ولهذا يقول الكتاب
المقدس "بدون إيمان لا يمكن إرضاء االله". فمن يتوسل العقل وحده دون الإعلان أو من يقبل
بعض إعلانات االله دون بعضها الآخر، فإنه ينتهي بواحد من ثلاثة: إما الإنكار والاستنكار أو
التساؤل والاستفسار.
وجدير بالانتباه أن المعلنات الإلهية – مهما تنوعت وتعددت – ليس فيها أي تناقض على
الإطلاق بل هي منسجمة بعضها مع بعض وتكمل بعضها بعضا.ً فما أعلنه االله في الطبيعة
ينسجم آلياً مع ما أعلنه في الضمير، وما أعلنه في الضمير لا يخالف ما أعلنه في التاريخ،
وما أعلنه في التاريخ يوافق معلناته في الكتاب المقدس مع العلم أن نور الإعلانات الإلهية
هذه آان يزداد تدريجياً إلى أن بلغ ذروته في المسيح !
وأول شيء من هذه المعلنات هو أن االله واحد ولا آخر سواه. صحيح أن هناك آائنات روحية
خارقة يسميها الكتاب المقدس "أرواحاً خادمة" آرؤساء الملائكة والكروبيم والسرافيم
والملائكة – هذا إذا لم نذآر الكائنات الروحية الشريرة بزعامة إبليس، ولكن هذه آلها آائنات
مخلوقة ومحدودة، أما االله فهو الخالق غير المحدود وقد أطلق عليه الفلاسفة أسماء عدة ومن
أهمها اسم "الواحد". وهذه الوحدانية مؤآد عليها في التوارة والإنجيل والقرآن. فاليهودية
والمسيحية والإسلام هي ديانات توحيدية لأنها تعتقد بإله واحد.
ظن الكثيرون خطأ أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة. وقد بلغ بعضهم حد القول بوقاحة أن
االله متزوج وله ولد ثم تنادوا للدفاع والمحاماة عن االله، الأمر الذي إن دل على شيء فانه يدل
على جهلٍ ما بعده جهل.
أيها القراء الأحبّاء – ليكن معلوماً عندآم أن المسيحية هي ديانة توحيدية بالرغم من آل
محاولات التشويش والتشويه من جانب المادية واللاأدرية والتعددية والحلولية والبدع
الشيطانية والاستنتاجات الكيفية التي لا قبل لها بتغيير الحقيقة. فالمادية تنكر وجود االله وتقول
أن الكون يفسر نفسه بنفسه. واللا أدرية تزعم بأن االله لا يمكن معرفته، وقد آثرت الوقوف
على الحياد قائلة "لست أدري". والتعددية لا تؤمن بإله واحد بل بعشرات ومئات الآلهة. وهذا
بارز في الأوساط الوثنية ماضياً وحاضرا.ً والحلولية تعتبر االله والكون شيئاً واحدا.ً فاالله هو
الكون والكون هو االله. وبقولها هذا تنفي الحلولية، لا وحدانية االله فقط بل أيضاً شخصيته
وطبيعته ومقاييسه. أما الكتاب المقدس فيقول أن االله واحد، وهذا ما سنأتي على تفصيله في
الفصل القادم إن شاء الرب.
سؤال: هل الإيمان بوحدانية االله ضروري؟
نعم وبكل تأآيد. يقول يعقوب في رسالته المعروفة باسمه "أنت تؤمن أن االله واحد. حسنا
تفعل". أي أنه يمتدح المؤمنين بوحدانية االله.
سؤال آخر: هل الإيمان بوحدانية االله آاف للخلاص ودخول السماء؟
آلا. فإن يعقوب الذي امتدح الإيمان بوحدانية الخالق، يتابع قائلاً "والشياطين أيضاً يؤمنون
ويقشعرون". فحتى الشيطان يعتقد باالله الواحد ويخاف منه ولكن إيمانه لا يخلّصه. لماذا؟ لأنه
إيمان ناقص. فالإيمان بدون توبة لا يجدي نفعا.ً والشيطان لا يقدر أن يتوب.
قال المسيح لسامعيه في إنجيل لوقا: "إن لم تتوبوا فجميعكم آذلك تهلكون". فالإيمان باالله
الواحد أمر ضروري وجوهري ولكن إن لم يقترن بتوبة قلبية عمودية فانه لا يختلف عن
إيمان الشياطين. هكذا آان إيمان الإغريق والرومان الذين قال عنهم بولس الرسول أنهم "لما
عرفوا االله (وآمنوا بوجوده ووحدانيته من خلال الطبيعة) لم يمجدوه أو يشكروه آإله بل
حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء". وما
أآثر أمثال هؤلاء في أيامنا!
ياليتنا نقول مع المرنم:
تبت إليك راجعاً بالقول والفعل
فاقبلني ربي سامعاً نداي واغفر لي
الفصل الثاني: معنى الوحدانية
السؤال المطروح علينا هو: هل االله واحد أم ثلاثة؟ ومما قلناه في الفصل السابق هو أن
الجواب ليس متوقفاً على المنطق والعقل بل بالحري على الإعلان والإيمان. فما يستطيعه
الإيمان لا يستطيعه العقل، لأن الأول أسمى من الثاني. فالعقل يقول أن االله موجود، أما الإيمان
فيقدم له السجود. العقل يتعرض للشك أما الإيمان فهو ضد الشك. العقل محدود أما الإيمان
فيعمل المستحيلات، ولهذا قال المسيح: "إن آنت تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن". العقل
آالشمعة أما الإيمان فهو آالشمس في رابعة النهار. وبالرغم من هذه الفوارق فإنهما يسيران
في اتجاه واحد ويتفقان على جواب واحد وهو: أن االله واحد ولا آخر سواه.
نعم االله واحد، ونحن نتمسك بهذه العقيدة بقوة، بالرغم مما يشاع عنا، بحسن نية أو بسوء
نية. فالأنبياء والرسل والمسيح نفسه أآدوا على هذه الحقيقة في آلمة االله. وآلمة االله صخر لا
يتزعزع. "السماء والأرض تزولان ولكن آلام االله لا يزول".
إليكم الآن بعض البراهين من آتاب االله على وجود إله واحد. يقول موسى الكليم الحليم في
الإصحاح 6 من سفر التثنية: "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد". وفي الإصحاح 20
من سفر الخروج يقول االله في الوصية الأولى من الوصايا العشر "أنا الرب إلهك .... لا يكن
لك آلهة أخرى أمامي". وفي الإصحاح 45 من سفر إشعياء النبي تقع عيوننا ست مرات على
قول االله " أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي".
والحقيقة ذاتها نجدها في العهد الجديد. ففي الإصحاح 12 من إنجيل مرقس نقرأ أن أحد
الكتبة المتمسكين بالناموس سأل يسوع: "أية وصية هي أول الكل؟" فأجابه يسوع "أن أول
آل الوصايا هي: اسمع يا اسرائيل. الرب إلهنا رب واحد". ثم تابع يقول: "وتحب الرب إلهك
من آل قلبك، ومن آل نفسك، ومن آل فكرك ومن آل قدرتك".
وفي الموضوع نفسه يتكلم الرسول بولس في الإصحاح 4 من رسالته إلى أفسس فيقول:
"رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة. إله وآب واحد". وفي رسالته الأولى إلى تيموثاوس
يصرّح الرسول نفسه قائلا:ً "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين االله والناس..." وقد أشار
يعقوب على العقيدة نفسها لما قال في الإصحاح 4 من رسالته المعروفة باسمه "واحدٌ هو
واضعُ الناموس".بالإضافة إلى هذا عبَّر المؤمنون بالإله الواحد، على مر التاريخ، عن
عقيدتهم هذه بقولهم "نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السموات والارض..".
السؤال الهام الآن هو: ما هي هذه الوحدانية وآيف نفهمها على ضوء الوحي المقدس؟
إن آنا نحاول تفسير وحدانية االله تفسيراً حرفياً مطلقاً آما يفعل بعض العقلانيين، فإن مفهومنا
لشخصية االله والمسيح والكتاب المقدس يصير مستحيلا.ً فالكتاب المقدس يمسي آتابا مملوءاً
بالمتناقضات، ويصير المسيح مجرد إنسان ذي نزعة دينية.
إذاً آيف نفسر الوحدانية وآيف يجب أن نفهمها؟
إن آنا نؤمن بصدق االله وآلمته فما علينا إلا أن نعود "إلى الشريعة وإلى الشهادة". فمن
الأناجيل نفهم أن المسيحيين الأوائل آانوا من اليهود المتمسكين بإيمانهم بوحدانية االله، ولما
تعرفوا إلى المسيح لم يتخلوا عن عقيدتهم هذه ولكنهم فهموها بطريقة جديدة من تصريحات
المسيح عن نفسه وعن الروح القدس. بكلمة أخرى فهموا أن هناك ً تعددا داخل الوحدانية.
فهموا أن االله ذو جوهر واحد غير متجزء وفي الوقت نفسه ثالوث أو ثلاثة أقانيم.
لعلك تقول "هذا القول آفر وغير معقول". ولكن رويدك. فمن قال لك أننا نتكلم على مستوى
العقل والمعقول؟ فالعقل البشري يلجأ عادة إلى الحساب والأرقام فيقول: واحد + واحد + واحد
= ثلاثة، وحاشا أن يكون هناك ثلاثة آلهة، وهكذا يسرع إلى الإنكار أو إلى الاستنكار.
هذه هي الغلطة التي وقع فيها العبران قديما.ً فلما قرأوا قول موسى في التوراة "اسمع يا
اسرائيل. الرب إلهنا رب واحد" رفضوا فكرة الثالوث آلياً ولم يعلموا أن لفظة "واحد" في
الكتاب المقدس إنما تشير إلى الاتحاد أو الوحدة بين آينونات عدة. مثال على هذا ما ورد في
الإصحاح الأول من سفر التكوين حيث يقول موسى: "وآان مساء وآان صباح يوماً واحداً"
مشيراً بذلك إلى اليوم المكون من مساء وصباح.
مثل آخر نجده في الإصحاح الثاني من السفر نفسه حيث نقع على الآية القائلة "لذلك يترك
الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" إشارة إلى الاتحاد التام بين آيانين
مستقلين. فالمرأة آانت واحداً مع الرجل لأنها آانت ضلعاً من أضلاعه، وهي لا تزال واحداً مع
رجلها في نظر االله، وقس على ذلك. هذه الحقائق أعلى من العقل. ومع ذلك فإني أنصحك أن
تقبلها بثقة وفرح لأن االله لا يخدعنا. من جهة أخرى إن آنت تحاول أن تُخضعَ االله لمفاهيمك
البشرية فإنك تحاول المستحيل لأنك محدود واالله غير محدود. ليعطك الرب فهماً في آل شيء،
وعسى أن تقبل الإعلان بالإيمان.
الفصل الثالث: التعدد في الوحدانية
على ضوء آلمة االله، آمل أن نكون قد فهمنا أن االله واحد وأن وحدانيته ليست حرفية جامدة
بل حية متفاعلة. فإن لفظة "واحد" تشير إلى الوحدة أو الاتحاد بين آينونات عدة، ولو أن
المنطق البشري ينفر من الفكرة – فكرة التعدد في الوحدانية. فقد أعلن االله عن ذاته بهذه
الطريقة وقدمها لنا لا للتصويت عليها بل لقبولها بالإيمان. أن نقبل أو ألا نقبل: تلك هي
المسألة. وفي آلتا الحالتين نحن مسؤولون عن موقفنا.
لم ترد لفظة ثالوث في الكتاب المقدس ولكنّ سر الثالوث واضح جلي لكل ذي بصيرة روحية.
غير أن هذا لا يعني أن عقيدة التثليث سهلة الفهم. فهي فوق العقل لأن االله فوق العقل.
يُقال أن أغسطينوس آان منهمكاً بهذا الموضوع إذ آان يتمشى ذات يوم عند شاطيء البحر.
فحانت منه التفاتة إلى غلام صغير يحفر حفرة في الرمل. ولما سأله أغسطينوس عن غرضه
من تلك الحفرة أجاب: " أريد أن أضع البحر في هذه الحفرة". فقال أغسطينوس في نفسه:
"هذا هو عين ما أفعله الآن. إني أحاول أن أضع االله اللا محدود في حفرة عقلي المحدود".
نعم مَنْ مِنّا يقدر أن يفهم االله وطبيعته بعقله المحدود؟ هناك أسرار أقل شأناً لا قبل لنا بفهمها.
فمن منا يقدر أن يدرك معنى الحياة والوعي والنوم؟ إن آنّا لا نفهم من هذه إلا اليسير فكيف
نفهم الاعتقاد القائل بإله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد؟
لا غرابة إذا عثر مؤلهو العقل بعقيدة التثليث آما عثروا بعقيدة الصليب. يقول الرسول بولس:
"نحن نكرز بالمسيح يسوع مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة". ويصدق الشيء عينه
على عقيدة الثالوث ولكن المسيح قال: "طوبى لمن لا يعثر فيّ".اقترح أحدهم مرةً دمجَ
الديانتين المسيحية والإسلامية في ديانة واحدة، ولكنه اشترط أن يتخلى المسيحيون عن
الاعتقاد بالثالوث والصليب وصحة الكتاب المقدس، وقد فاته أن حسن النية لا يكفي ولا يفي،
وأن الأمر ليس عائدا للمسيحيين بل الله الذي آشف لنا سر الثالوث وأعلن لنا عن ذاته إلهاً
واحداً مثلث الأقانيم. وما دام االله قد قال آلمته فمن نحن حتى نبدّل أو نعدّل أو نحذف أو
نضيف؟
إن فكرة التعدد في الوحدانية ليست غريبة عن آتاب االله أو عن خليقة االله. فالإنسان نفسه
واحد وثالوث في آن معا.ً فهو مكون من نفس وروح وجسد. ولهذا يقال عن الأموات أنهم
"أحياء عند ربهم" في حين أن الجثمان يحمل إلى المقبرة. والماء أيضا هو واحد وثالوث،
لأنه مكون من جزيئين من الهيدروجين وجزيء من الأآسجين. والهواء ثالوث: أآسجين
وهيدروجين ونيتروجين. والذرة الواحدة مؤلفة من بروتون ونيوترون وإلكترون. والمادة
مكونة من جامد وسائل وغاز. والزمن مقسم إلى ماض وحاضر ومستقبل. والعائلة مؤلفة من
الأب والأم والأولاد.
نذآر هذه الإيضاحات آلها مع العلم أنها نسبية ومحدودة. لأن االله لا يمكن تشبيهه بشيء. في
الوقت نفسه تؤآد لنا هذه الإيضاحات شيئاً واحداً هاماً وهو: إمكانية التعدد في الوحدانية،
وبالتالي إمكانية الاعتقاد بإله واحد في ثلاثة أقانيم.
زعم بعضهم أن التثليث جاء أصلاً من الوثنية، ولكن هذا خطأ. صحيح أن الوثنية آانت لديها
فكرة شبيهة بفكرة التثليث إلا أن مفهومها لها لم يكن المفهوم المسيحي نفسه. وحتى لو
افترضنا أن الوثنية آانت تؤمن بالتثليث على الطريقة المسيحية فإن ذلك لا يقلل من شأن
العقيدة بل بالحري يؤآد لنا أن االله أعلن سره هذا للوثنيين بطريقته الخاصة. نقول هذا ونحن
واثقون من أن أوجه الخلاف بين المفهومين أآثر من أوجه الشبه.
وزعم آخرون أن التثليث لا يعني وجود ثلاثة أقانيم مميزة في اللاهوت، ومن بينهم سباليوس
الذي ظهر في القرن الثالث الميلادي وقال "أن الآب والابن والروح القدس هم مجرد ثلاث
تسميات لثلاثة مظاهر مؤقتة الله، وذلك بقصد إتمام الفداء للبشر". وفي القرن الرابع ظهر
انحراف آخر عن عقيدة الكتاب المقدس بزعامة آريوس قائد من يزعمون أنهم شهود يهوه،
في جوانب للإله الواحد. آمن آريوس بوجود إله واحد وأنكر الثالوث. وانتهى به الأمر إلى
تقسيم جوهر االله، فصار الابن والروح القدس آائنين مخلوقين للتوسط بين االله والناس. وهكذا
حول آريوس المسيح إلى إله صغير مخلوق مجرِّداً إياه من بنوّته الأزلية، ولو أنه قال أن
المسيح خلق العالمين.
أما تلاميذ آريوس فقالوا أن المسيح خلق الروح القدس، وبذلك صار االله في المرتبة الأولى،
والمسيح في الثانية، والروح القدس في الثالثة. وهذه الانحرافات أمر لابد منه لأنه عندما
يرفض المرء إعلانات االله فإنه يصير عبداً لأفكاره واستنتاجاته الباطلة.
ولكن هذا لا يغير من الحقيقة شيئا.ً فاالله هو هو وليقل الناس ما شاؤوا. وآم يذآّرني هذا بما
ورد في المزمور الثاني حيث يقول داود: "لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب في الباطل؟"
وبعد ذلك يقول: "الساآن في السموات يضحك. الرب يستهزئ بهم". فاالله يستخف بمحاولات
الناس لأنها سقيمة وعقيمة وبلا قيمة.
أخي، هل أنت ممن يرضخون إلى ما يمليه المنطق البشري المتأثر بالخطية، أم أنك تصدق االله
وتقبل بالإيمان ما آشفه لنا في آتابه المعصوم؟ ليت الرب يفتح قلبك وبصيرتك لتقبل الحق.
الفصل الرابع: براهين على التعدد في الوحدانية
قلتُ لغاية الآن أن الكتاب المقدس في عهديه يؤآد أن االله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد.
وهذا طبعاً لا يروق للمنطق والعقل لأنه فوق العقل وغير ناتج عن الاجتهاد العقلي. فاالله آشف
هذا السر للبشر بواسطة إعلاناته الإلهية وعلى رأسها الكلمة المكتوبة والكلمة المتجسد.
ونحن البشر ليس لنا يد في الموضوع. آل ما في الأمر هو أننا أمام خيارين: إما قبول الإعلان
بالإيمان أو عدم قبوله تحت طائلة المسؤولية. فالعقل وحده أعجز من أن يتجاوب مع
الإعلانات الإلهية بمنأى عن الثقة في آلمة االله المقدسة. أما الإيمان فيفتح القلب وينير الذهن
ويجلو البصيرة.
ذآرتُ أيضا أن الوحدانية والثالوث هما حجر عثرة للبعض وجهالة للبعض الآخر. والسبب في
ذلك معبر عنه في قول الرسول بولس: "إن الإنسان الطبيعي (أي بطبيعته) لا يقبل ما لروح
االله لأنه عنده جهالة". وهكذا يقع المرء فريسة للأفكار الباطلة والمحاولات السقيمة والعقيمة.
فاالله واحد، وجوهره واحد، ولكنه ثالوث. والبراهين على ذلك آثيرة:
أولا:ً أسماء االله. ففي اللغة العبرية، لغة العهد القديم، نقع على لفظتين لاسم الجلالة، واحد
بالمفرد وهي "إيل" (أي االله) والأخرى في الجمع وهي "إيلوهيم" ( أي آلهة). وقد استعملت
"إيلوهيم" 2500 مرة في حين أن (إيل) استعملت 250 مرة. مثال على هذا، الوصية الأولى
في الوصايا العشر الوارد ذآرها في الإصحاح 20 من سفر الخروج حيث يقول االله: "أنا الرب
إلهك (إيلوهيم)". فقوله "أنا الرب" يشير بوضوح إلى أنه "واحد" أما قوله "إلهك" (إيلوهيم
في صيغة الجمع) فيشير إلى التعدد في الوحدانية.
ثانيا:ً أقوال االله. إذا عدنا إلى الإصحاح الأول من سفر التكوين نجد االله يتكلم في صيغة الجمع
والمفرد في آن واحد. ففي الآية 26 " قال االله نعمل الإنسان على صورتنا"... وفي الآية 27
نقرأ العبارة القائلة "خلق االله الإنسان على صورته".
وعلى أثر سقوط الإنسان، في الإصحاح 3 من السفر نفسه نقرأ قول االله في الآية 22 "هوذا
الإنسان قد صار آواحد منا". وعندما يقول االله: "منا" فإلى من يشير يا ترى؟ أليس إلى
التعدد في الوحدانية؟
في الإصحاح 6 من سفر إشعياء النبي نقرأ أن السيرافيم هتفت ثلاث مرات قائلة: "قدوس،
قدوس، قدوس، رب الجنود" بعد ذلك يقول إشعياء " سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل؟
ومن يذهب من أجلنا؟" لاحظ أنه قال "من أرسل" في المفرد ثم "من أجلنا" في الجمع. ونجد
هذه الحقيقة واضحة جداً في قصة برج بابل في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين حيث
يقول االله: "هلم ننـزل ونبلبل لسانهم" وليس "هلم انزل.... الخ.." من جهة أخرى، لفظة
"هلم" تشير إلى أن هناك متكلِّماً ومخاطَبا.ً فمن هو المخاطَب يا ترى؟
ثالثا: محبة االله. يقول الرسول يوحنا: "االله محبة". حتى الإغريق فهموا أن االله محب، ولذلك
استعملوا أربع لفظات للمحبة. الأولى تشير إلى المحبة الشهوانية، والثانية إلى المحبة
العائلية، والثالثة إلى المودة البشرية، والرابعة إلى المحبة الإلهية وهي "أغابي" فاالله ليس
عطوفاً رحيماً فقط بل أيضا محب. والمحبة لها محبوب. فإن آان لا وجود للتعدد داخل
الوحدانية فمن يكون المحبوب يا ترى؟ فإن قلنا أن االله يحب ذاته فإننا نرتكب خطأً فظيعاً لأن
االله ليس أنانيا.ً وإن آان ليس ً أنانيا فمن هو موضوع محبته؟ فإذا قلنا أن االله يحب الإنسان أو
العالم فمعنى ذلك أن االله غير مكتفٍ بذاته، وإن آان غير مكتف بذاته فهو إذاً غير آامل.
وحاشا الله أن يكون ناقصا.ً وفي هذه الحالة لا يبقى أمامنا إلا حلّ واحد وهو، آما قال المعمدان
وبولس والمسيح، "أن الآب يحب الابن" وهذه إشارة إلى التعدد في الوحدانية.
رابعا: وعود االله. وأآتفي هنا بوعدين. الأول هو وعد الحياة الأبدية، والثاني هو وعد الروح
القدس. في الإصحاح الأول من رسالة بولس إلى تيطس يتحدث الرسول في الآية 2 عن
"الحياة الأبدية التي وعد بها االله في الأزلية". فإن آنا نصدق آلمة االله فمن حقنا أن نسأل: إن
آان االله هو الواعد فمن هو الموعود؟ وجواب هذا السؤال نجده في الإصحاح السابع عشر من
إنجيل يوحنا. يقول المسيح للآب السماوي: "مجَّدْ ابنَك ليمجّدك ابنك أيضاً إذ أعطيتَه سلطاناً
على آل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته". فالواعد هو الآب، والموعود هو الابن،
والوعد تم في الأزل، حيث لم يكن ملاك أو إنسان أو أآوان.
الوعد الثاني هو وعد الروح القدس الذي دعاه المسيح "موعد أبي" ودعاه بولس "روح
الموعد القدوس". وفي هذين القولين إشارة إلى ما قرره االله في الأزل عندما فكر بخلاص
البشر. فقد وعد الآب ابنه بإرسال الروح القدس بعد الصليب والقيامة والصعود، وهكذا صار.
فلما جاء يوم الخمسين آما هو مدون في الإصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل، حل الروح
القدس على التلاميذ آما لو أنه إعصار، وظهرت لهم ألسنة منقسمة آأنها من نار وامتلأ
الجميع من الروح القدس.
لعلك تقول "أنا لا أقدر أن أفهم سر الثالوث". وأنا أجيبك: أنا مثلك. ولكني أقبله بالإيمان لأن
االله صادق ومنـزه عن الكذب. فالمسألة بسيطة جدا.ً هل أنت تصدق االله أآثر من الناس أم
بالعكس؟ إن آنتَ تصدق االله فمن اللازم أن تصدق آلامه ومعلناته في آتابه الكريم. وإن آنت
تصدق البشر فمعنى ذلك أنك تريد أن تضع الحقائق الروحية في صف الحقائق العلمية
والتحاليل الفلسفية، وهذا خطأ فادح وفاضح. يا ليتك تقتدي بالرسول بطرس الذي قال:
"ينبغي أن يطاع االله أآثر من الناس".
الفصل الخامس: من أين جاء الثالوث؟
هيا بنا الآن إلى الأدلة الكتابية على عقيدة التثليث القائلة بإله واحد مثلث الأقانيم: الآب والابن
والروح القدس. وسأستهلّها بما ورد في فاتحة الكتاب المقدس. ففي الإصحاح الأول من سفر
التكوين نقرأ في الآية الأولى العبارة القائلة: "في البدء خلق االله السموات والأرض". وتقول
الآية :2 "وروح االله يرف على وجه المياه". وبعد ذلك نقرأ في الآية :3 "وقال االله ليكن نور
فكان نور". الآية الأولى تتحدث عن "االله" والثانية عن "روح االله" والثالثة عن "قول االله"
أي آلمة االله. وهي تشير إلى العقيدة المسيحية القائلة بإله واحد في ثلاثة أقانيم.
أنتقلُ الآن إلى المزامير. ففي المزمور 33 تقع عيوننا على الآية 6 القائلة: "بكلمة الرب
صنعت السموات. وبنسمة فيه آل جنودها". وبهذا آان داود يشير، آما أشار موسى من قبل،
إلى اشتراك الرب وآلمته ونسمة فمه في عملية الخلق. والشيء نفسه نجده واضحاً جلياً في
نبوة إشعياء. ففي الإصحاح 48 " يقول االله أنا الأول وأنا الآخِرُ (وهذا لقب من ألقاب المسيح
في العهد الجديد) ويدي أسست الأرض ويميني نشرت السموات". وفي الآية 16 يقول "منذ
وجوده أنا هناك. والآن أرسلني السيد الرب وروحه". من هنا نفهم أن الأقنوم الثاني هو
المتكلم ولذلك يقول "أرسلني السيد الرب وروحه". إن آان هذا ليس ثالوثا،ً فكيف يكون
الثالوث؟
نتحول إلى العهد الجديد. ففي الإصحاح الثالث من إنجيل متى نقرأ تفاصيل معمودية المسيح
على يد يوحنا المعمدان. يقول البشير متى أنه "لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا
السموات قد انفتحت فرأى روح االله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه، وصوتٌ من السماء قائلا:ً
هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت". تصور المشهد في فكرك: الابن يعتمد في الماء والروح
ينـزل آالورقاء والآب يشهد من السماء.
وما دمنا في جو المعمودية فلْنلْقِ نظرة على صيغة المعمودية الواردة في الإصحاح 28 من
إنجيل متى. يقول الرب يسوع: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن
والروح القدس". لاحظوا أنه لم يقل "عمّدوهم بأسماء الآب والابن والروح القدس "، بل
"عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". ولفظة "اسم" هي في المفرد، مما يدل على أن
الثالوث هو إله واحد.
يقول المسيح في الإصحاح 14 من إنجيل يوحنا "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم مُعَزِّياً آخر
ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه".
فالابن يطلب من الآب أن يرسل الروح القدس. وهل هناك آلام أوضح من هذا على صحة
عقيدة التثليث؟
يخبرنا البشير لوقا في الإصحاح 1 من إنجيله، أنه لما بشر جبرائيلُ العذراءَ خاطبها قائلا:ً
"ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمّينه " يسوع ، قالت له: "آيف يكون هذا وأنا لست أعرف
رَجُلاً؟" فأجاب جبرائيل (وأرجو الانتباه): "الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظللك. فلذلك
أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابنَ االله". وبقوله هذا أتى جبرائيل على ذآر ثلاثة لهم علاقة
بولادة المخلص: أولاً الروح القدس. ثانياً االله العلي وثالثاً القدوس المولود المدعو ابن االله.
الدليل الأخير في هذا الفصل نجده في ما نسميه "البَرَآة الرسولية". والبرآة الرسولية المثلثة
تذآّرنا بالبرآة "الهرونية" المثلثة في العهد القديم. ففي الإصحاح 6 من سفر العدد آلَّمَ الرب
موسى، وموسى آلَّم أخاه هرون حتى يبارك الشعب بقوله "يبارآك الرب ويحرسك. يضيء
الرب بوجهه عليك ويرحمك. يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاماً". لماذا تكررت البرآة
هذه ثلاث مرات؟ لنفس السبب الذي من أجله قال بولس في البرآة الرسولية: "نعمة ربنا
يسوع المسيح، ومحبة االله، وشرآة الروح القدس تكون معكم". بكلمة أخرى السبب هو أن
الكتاب المقدس، من أوله إلى آخره، يعلِّم بالتثليث. فالآب والابن والروح القدس هم ثلاثة في
جوهر واحد، وإله واحد لا ثلاثة آلهة.
إن آنتَ لا تزال في حيرة من أمرك فاطلب من االله أن يمنحك بصيرة لتعرف الحق. عندئذ فقط
تفهم قول الرسول يوحنا عن اختبار "أن ابن االله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق". بدون
هذه البصيرة الروحية عبثاً تحاول أن تعرف الحق والحقيقة.